اندلعت اشتباكات اليوم الاثنين بين قوات الأمن الأفغانية ومهاجمين مجهولين عند البوابة الشمالية لمطار كابل، بينما أعلنت حركة طالبان استعادة 3 مديريات بولاية بغلان وإرسال قواتها للسيطرة على ولاية بانشير (شمال شرق) معقل أحمد شاه مسعود.
وقال المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن "قوات الحركة استعادت السيطرة على مناطق بانو وبول حصار ودي صلاح في بغلان بالكامل".
وأضاف مجاهد -في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر- أن طالبان تحاصر ولاية بانشير بعد رفض عدد من القيادات العسكرية المناوئة لطالبان تسليمها.
وشدد على أن طالبان تحاول حل الوضع في بانشير عبر التفاوض.
ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر في حركة طالبان أن مسلحيها تمكنوا من دخول وادي بانشير، وينتظرون توجيهات قادة عسكريين لشن الهجوم على مقر الولاية.
وكان مراسل الجزيرة قد نقل عن مصدر في الحركة أنها فتحت قنوات اتصال مع أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، لتسليم بانشير سلميا، وأن المفاوضات ما تزال مستمرة.
وقال المصدر إن الحركة سترسل قريبا وفدا لبحث الأمر عن قرب وتقديم الضمانات اللازمة التي طلبها أحمد مسعود.
وتشكل جيب مقاومة في وادي بانشير شمال شرق كابل، حيث تجمعت فلول القوات الحكومية وجماعات من مليشيات أخرى.
وولاية بانشير هي معقل لمعارضي حركة طالبان في الأساس، ويقود "جبهة المقاومة الوطنية" هذه أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة العام 2001.
ولم تسيطر حركة طالبان على بانشير خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين عامي 1996 و2001.
وصرح الناطق باسم الجبهة علي ميسم نظري لوكالة الأنباء الفرنسية بأن "جبهة المقاومة الوطنية" مستعدة "لصراع طويل الأمد"، لكنها ما زالت تسعى للتفاوض مع طالبان حول حكومة شاملة.
ويقول مقربون من مسعود إن ما يزيد على 6 آلاف مقاتل، من فلول وحدات الجيش والقوات الخاصة وكذلك مجموعات من المليشيات المحلية، تجمعوا في الوادي، ومعهم بعض المروحيات والمركبات العسكرية، وإنهم أصلحوا بعض المركبات المدرعة التي خلفها السوفيات.
وعبر دبلوماسيون غربيون وآخرون عن شكوكهم بشأن قدرة الجماعات المتجمعة هناك على شن مقاومة فعالة، في ظل الافتقار إلى الدعم الخارجي والحاجة إلى إصلاح الأسلحة وصيانتها.
اشتباكات المطار
وفي كابل، قال الجيش الألماني عبر حسابه في تويتر إن "معركة بالأسلحة النارية اندلعت بين قوات الأمن الأفغانية ومهاجمين مجهولين عند البوابة الشمالية بمطار كابل اليوم الاثنين".
وأكد أن أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية لقي حتفه وأصيب 3 آخرون في المعركة التي شاركت فيها أيضا قوات أميركية وألمانية.
وأضاف الجيش الألماني أنه لم تقع أي إصابات بين جنوده أثناء الهجوم على المطار.
وقال مراسل الجزيرة يونس آيت ياسين إن الأنباء عما حدث شحيحة باستثناء ما أوردته رويترز نقلا عن الجيش الألماني.
وأضاف ما نعرفه أن مجهولين هاجموا بأسلحة خفيفة البوابة الشمالية للمطار التي لا تزال حتى الآن يسيطر عليها ما تبقى من القوات الخاصة التابعة للحكومة الأفغانية السابقة.
ومضى قائلا "لا نعرف حتى الآن هل وقعت إصابات في صفوف المهاجمين أم لا؟ وهل كان هدفهم مهاجمة القوات الخاصة أم الدخول إلى المطار أم محاولة لفتح البوابة للسماح بعبور عدد كبير من الراغبين في مغادرة أفغانستان؟ لا سيما أن هذه البوابة قريبة من المدرج الذي تقلع منه طائرات الإجلاء".
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت سابقا نقلا عن شهود عيان أن حركة طالبان عززت قواتها في مطار كابل ومحيطه، واتخذت إجراءات لتنظيم حركة المغادرين.
وقال شهود عيان إن "عناصر الحركة أطلقوا النار في الهواء واستعملوا الهراوات، لضمان أن يقف المتجمعون أمام البوابة الرئيسية للمطار بانتظام في صفوف، ويتجنبوا التجمعات في المحيط".
كما أفاد الشهود بأنه لم تحدث إصابات بالغة نتيجة لذلك، بينما تشكلت صفوف طويلة من المتجمعين أمام المطار.
وقال الملا فاتح مسؤول الأمن عن حركة طالبان في مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، إنه "يتوقع فتح المطار أمام الملاحة المدنية في غضون أيام".
وأضاف الملا فاتح في تصريح للجزيرة أن "الأميركيين هم من يمنعون الناس من الدخول للمطار، وهم الذين يقولون لنا دوما لا تسمحوا لأحد بالدخول حتى من يحمل جوازات وتأشيرة عبور".
وأكد أنه يتألم عندما يرى نساءً وأطفالا يفترشون الأرض ويسقطون في التدافع.
وفي سياق متصل، قال مسؤول في حركة طالبان لرويترز الاثنين إن القوات الأجنبية في أفغانستان لم تسع لتمديد المهلة التي حددتها لمغادرة البلاد، والتي تنتهي في 31 أغسطس/آب الجاري.
وكان الرئيس جو بايدن قد قال الأسبوع الماضي إن القوات الأميركية قد تبقى في أفغانستان بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب في 31 أغسطس/آب لإجلاء الأميركيين.