سيطرت حركة طالبان على مناطق جديدة شمالي أفغانستان -اليوم الأربعاء- مواصلة تقدمها السريع، الذي تقول تقارير إن وتيرته فاجأت المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وقال مسؤول دفاعي أميركي لوكالة رويترز اليوم الأربعاء -مشترطا عدم نشر اسمه- إن تقييم المخابرات يفيد بأن الحركة قد تعزل العاصمة الأفغانية كابل عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوما، وقد تتمكن من السيطرة عليها في غضون 90 يوما.
وحتى الشهر الماضي، كانت تقييمات المخابرات الأميركية تحذر من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط خلال فترة وجيزة بعد انسحاب القوات الأميركية، وربما يكون ذلك في غضون 6 أشهر.
وقال المسؤول الأميركي إن التقييم الجديد يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد.
ليست نتيجة محتومة
لكنه أضاف أن هذه "ليست نتيجة محتومة"، وقال إن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور بإبداء مزيد من المقاومة للحركة.
ولم يتضح ما إذا كان ذلك رأيا يحظى بإجماع مجتمع المخابرات في الولايات المتحدة أم أن وكالات المخابرات المختلفة لديها وجهات نظر متباينة، وهو أمر مألوف.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن -أمس الثلاثاء- إنه لا يشعر بالندم على قراره سحب قوات بلاده من أفغانستان بعدما أمضت هناك أكثر من 20 عاما، وأضاف أن عدد القوات الأفغانية يفوق عدد مقاتلي طالبان ويجب أن تكون لديها الإرادة للقتال.
وسحبت واشنطن جميع قواتها من أفغانستان، باستثناء مجموعة ستبقى لحماية السفارة الأميركية ومطار في كابل، على أن تنتهي المهمة العسكرية يوم 31 أغسطس/آب الجاري.
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي -أمس الثلاثاء- إن قوات طالبان تسيطر الآن على 65% من أفغانستان وإنها سيطرت على أو هددت عواصم 11 ولاية أفغانية.
الولاية التاسعة
وفي أحدث التطورات، أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان شمالي أفغانستان، لتكون بذلك تاسع عاصمة ولاية تسيطر عليها الحركة في أقل من أسبوع، في حين أقال الرئيس الأفغاني قائد الجيش وعين جنرالا جديدا مكانه.
وقال المتحدث باسم الحركة -ذبيح الله مجاهد- إن مقاتلي طالبان سيطروا على ولايتي بغلان وبدخشان الليلة الماضية شمالي شرق البلاد، وإنهم استهدفوا بالصواريخ قاعدة باغرام العسكرية شمالي العاصمة كابل.
وأضاف أن الحركة باتت تسيطر على ولايات نيمروز وجوزجان وسربل وقندز وتخار وسمنغان وفراه وبغلان وبدخشان.
وعواصم الولايات التسع التي تسيطر عليها طالبان (من 34 عاصمة ولاية أفغانية) 6 منها في الشمال، في حين تسيطر على أجزاء واسعة من ولايات أخرى من دون عواصمها.
وأمام الهزائم التي لحقت بالقوات الحكومية، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر حكومي أفغاني أنه تمت إقالة قائد الجيش الأفغاني الجنرال ولي محمد أحمد زاي، وتعيين الجنرال هيبة الله علي زاي قائدا جديدا للجيش.
الرئيس يصل مزار شريف
وتزامن ذلك مع وصول الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني إلى مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ شمالي البلاد.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني أن الرئيس الأفغاني سيفتتح في المدينة مركزا للعمليات ضد مسلحي طالبان بالولايات الشمالية.
وقد ترأس غني اجتماعا رفيع المستوى مع المسؤولين المدنيين والعسكريين وزعماء القبائل والأحزاب السياسية بشأن الوضع الأمني والميداني في ولاية بلخ.
وقال مصدر مقرب من الجنرال عبد الرشيد دوستم، إنه من المتوقع أن يكلف الرئيس الأفغاني الجنرال دوستم بالإشراف على العمليات ضد مسلحي طالبان.
وقال دوستم -في مقطع فيديو نشره صحفيون أفغان على منصات التواصل- إن طالبان لن تستطيع الخروج من المناطق التي تحاول السيطرة عليها شمالي أفغانستان، في إشارة إلى تصدي القوات الحكومية لهجمات مسلحي الحركة.
اجتماعات الدوحة
أما على الجانب السياسي، فتتواصل في العاصمة القطرية الدوحة الاجتماعات بين الدول المشاركة في المؤتمر الدولي الموسع بشأن أفغانستان.
ومن المتوقع أن تجتمع روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان اليوم لمناقشة آخر تطورات الأزمة في أفغانستان.
وكان الوفد الحكومي الأفغاني برئاسة رئيس اللجنة العليا للمصالحة -عبد الله عبد الله- قد اختتم أمس الثلاثاء اجتماعاته مع وفود الدول المشاركة، وقد انضم وفد من حركة طالبان إلى الاجتماع.
وقال عبد الله إن طالبان انتهكت التزاماتها وصعّدت الحرب والعنف وشنت هجمات على المدن. وأضاف خلال لقائه المبعوثين الخاصين من المجتمع الدولي أن الحركة ليست مستعدة لمناقشة القضايا الرئيسية لحل الأزمة.
لكنه ذكر أنه تحدث مع ممثلي طالبان واتفق معهم على تسريع المفاوضات وإيجاد حل سياسي والقبول بوجود وسيط.