[ تقدر ثروة غيتس بنحو 124 مليار دولار (غيتي إيميجز) ]
التقت فتاة تدعى ميليندا تبلغ من العمر 23 عاما بالشاب الطموح بيل غيتس (32 عاما) في عشاء عمل بنيويورك قبل 34 عاما من الآن.
وصفت ميليندا اللقاء في كتابها "لحظة الصعود" (The Moment of Lift) "لقد وصلت متأخرة، وامتلأت جميع الطاولات باستثناء واحدة، والتي لا يزال بها كرسيان فارغان جنبًا إلى جنب. جلست في أحدهما بضع دقائق. وفي وقت لاحق، وصل غيتس وجلس إلى جواري".
انضمت للعمل في شركة مايكروسوفت عام 1987، ولم تكن تعلم أنها ستصبح زوجة أحد أثرياء العالم على الإطلاق.
لكنها استسلمت لحديث القلب أمام شخص يغلب عقله على أي مشاعر، إذ كان يدرس الإيجابيات والسلبيات في جميع أموره كلها حتى العاطفية منها، ليتخذ بعدها القرارات المصيرية في حياته.
بعد 7 أعوام من اللقاء الأول، قررا الزواج، وعن هذه الفترة قال غيتس في فيلم وثائقي على نتفليكس "لقد اهتممنا كثيرًا ببعضنا البعض وكان هناك احتمالان فقط: إما أننا ننفصل أو نتزوج".
أما ميليندا فوصفت غيتس بأنه منهجيً حتى في مسائل القلب، يكتب قائمة من "إيجابيات وسلبيات الزواج" على السبورة.
عام 1994 تزوج الحبيبان في جزيرة لاناي في هاواي، وبحسب ما ورد حينها، فقد استأجرا جميع المروحيات المحلية لمنع الضيوف غير المرغوب فيهم من التحليق فوقها.
كبرنا معا
وصفت ميليندا حياتها مع غيتس قائلة "لقد كبرنا معا" ويحرص الزوجان على أن يفصلا العمل وأعباءه على أعتاب حياتهما الأسرية.
لكن بعد 27 عاما من الزواج الهانئ، وإنجاب 3 أبناء، يسدل الستار على حياة زوجية بدت أمام الجميع مثالية، ليعلن الزوجان انفصالهما أمس عبر حساباتهما الرسمية، ببيان مشترك جاء فيه:
"بعد تفكير طويل والكثير من العمل على علاقتنا، اتخذنا قرارا بإنهاء زواجنا" وتابعا "لم نعد نؤمن أن بإمكاننا الاستمرار زوجين، المرحلة المقبلة من حياتنا، لقد قمنا بتربية 3 أبناء رائعين، وبنينا مؤسسة تعمل في جميع أنحاء العالم لتمكين الجميع من أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة، نطلب المساحة والخصوصية لأسرتنا، ونبدأ الانتقال لهذه الحياة الجديدة".
دروس في الحياة السعيدة
بعد مرور ربع قرن على زواج ميليندا وغيتس، ظهر الزوجان في عدة لقاءات إعلامية عام 2018، تحدثا خلالها على حياتهما الهانئة التي تقوم على الصبر والتفهم والتعاون والنقاش.
ميليندا التي وصفت غيتس بأنه سهل المعشر، يتعاون معها في كثير من شؤون المنزل، حرص طوال سنوات دراسة أطفالهما على تقاسم المسؤوليات معها، والتي تتضمن توصيل الأبناء للمدارس، غسل الأطباق، وترتيب كافة شؤون المنزل.
لكن الزوجين لم يوضحا أسباب الانفصال بعد، وربما سيظل الأمر طي الكتمان لسنوات.
ماذا عن الثروة؟
أثار إعلان طلاق الزوجين غيتس تساؤلات حول مصير ثروتهما.
لعقود من الزمان، كانا من أقوى الشخصيات المؤثرة حول العالم، حيث أتاحت لهما مساهماتهما الخيرية الضخمة للوصول إلى أعلى المستويات الحكومية وقطاع الأعمال والقطاع غير الربحي.
كان لمبادرة مؤسسة بيل وميليندا غيتس، التي تأسست من خلال منحة قدرها 50 مليار دولار، تأثير هائل في مجالات مثل الصحة العالمية والتعليم، مرحلة الطفولة المبكرة، وخطت خطوات كبيرة في الحد من الوفيات الناجمة عن الملاريا والأمراض المعدية الأخرى.
وعلى مدار العام الماضي، كان للزوجين دور مذهل، حيث أنفقت مؤسستهما الخيرية أكثر من مليار دولار لمكافحة جائحة كورونا.
وقالت المؤسسة في بيان لها إن ميليندا وغيتس سيظلان رئيسين مشاركين وأمينين عليها، وإنه لا يُتوقع حدوث تغييرات.
ومع ذلك، فإن الطلاق يطرح أسئلة جديدة حول مصير ثروة غيتس التي تقدر بنحو 124 مليار دولار، وفقًا لمجلة فوربس، والتي لم يتم بعد التبرع بالكثير منها لمؤسسة غيتس الخيرية.
قال روب رايش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد لصحيفة نيويورك تايمز "مؤسسة غيتس هي الكيان الخيري الأكثر أهمية وتأثيرًا في العالم اليوم". وتابع "قد يكون للطلاق تداعيات هائلة على المؤسسة وعملها في جميع أنحاء العالم".
ميليندا وغيتس من الموقعين على اتفاقية مع وارين بافيت تدعى "غيفنغ بليدج"Giving Pledge، وهي التزام من أثرياء العالم بالتبرع بمعظم ثروتهم للمساعي الخيرية، بافيت أشهر مستثمر في البورصة بالعالم، وصديق شخصي لغيتس على مدار 3 عقود ماضية.
غيتس، الذي شارك في تأسيس شركة مايكروسوفت عام 1975 وشغل منصب الرئيس التنفيذي لها حتى عام 2000، استقال من مجلس إدارة الشركة العام الماضي وركز منذ ذلك الحين معظم جهوده على العمل الخيري.