كشفت إيران عن التوصل إلى مسودتين خلال مفاوضات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي، في حين قالت واشنطن إن الطريق لا يزال طويلا أمام العودة للاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.
فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الاثنين، إن مفاوضات فيينا توصلت لصياغة مسودتين حتى الآن، وإن الأمر في هذه المرحلة يتطلب دقة عالية.
وأضاف زاده أنه كان بالإمكان التوصل لتفاهم قبل شهر لو كانت واشنطن جاهزة لرفع كافة العقوبات بشكل عملي، موضحا أن تفاهمات فيينا استندت إلى القبول برفع العقوبات، مشيرا إلى أن الخلاف يتركز حول بعض الشخصيات والكيانات في قائمة العقوبات الأميركية.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني توقع أمس الأحد حدوث انفراجة مهمة خلال الأسابيع المقبلة بشأن العقوبات على بلاده.
وبالتزامن، قال عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني كبير المفاوضين الإيرانيين، إن مفاوضات فيينا التي انطلقت قبل نحو شهر بمشاركة كل أطراف الاتفاق النووي وصلت إلى مرحلة النضج، وأصبحت أكثر وضوحا.
وأوضح عراقجي أنه تم الاتفاق على شطب قائمة من الأفراد والكيانات الخاضعين للعقوبات الأميركية، كما تم الاتفاق على رفع العقوبات عن قطاعات، مثل الطاقة والتمويل والموانئ.
واختتمت أطراف الاتفاق النووي اجتماعا في العاصمة النمساوية السبت على مستوى مساعدي وزراء الخارجية بالاتفاق على عقد اجتماع جديد في 7 مايو/أيار الجاري، وسط تفاؤل روسي وإيراني بمضي المحادثات في الاتجاه الصحيح.
طريق طويل
وفي الجانب الآخر، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس الأحد، إن واشنطن لم تتوصل إلى اتفاق في فيينا بعد، وإن هناك مسافة يجب قطعها لتجاوز العقبات.
وأضاف سوليفان أن الدبلوماسيين سيواصلون العمل خلال الأسابيع المقبلة للعودة المتبادلة للاتفاق وإحراز تقدم.
وفي السياق، نقل موقع "أكسيوس" (Axios) عن مسؤول في الموساد الإسرائيلي أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد لرئيس الجهاز يوسي كوهين في اجتماع عقد يوم الجمعة الماضي أن واشنطن ليست على وشك العودة للاتفاق النووي الإيراني.
ونقل الموقع عن كوهين أن بايدن أبلغه بأن أمام الولايات المتحدة طريقا طويلا لتقطعه في المحادثات مع إيران، قبل أن توافق على العودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
وكان المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف قال إن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح، لكنه يستبعد انفراجة حاليا.
لا صفقة لتبادل السجناء
على صعيد آخر، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم، وجود صفقة تبادل للسجناء مع واشنطن.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عنه قوله إن قضية السجناء كانت دائما على أجندة إيران، بغض النظر عما يطرح من قضايا خلال المحادثات النووية.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أوردت أمس الأحد أنباء عن اتفاق إيراني أميركي على تبادل عدد من السجناء يشمل الإفراج عن 4 أميركيين وبريطانية إيرانية، واستعادة أموال إيرانية مجمدة تزيد على 7 مليارات دولار، لكن طهران وواشنطن نفتا هذه الأنباء.
وبينما نقلت وكالة رويترز عن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي قوله إنه لا يمكن تأكيد تقرير التلفزيون الحكومي الإيراني بشأن التوصل لاتفاق لتبادل السجناء، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن التقارير عن الاتفاق مع إيران غير صحيحة.
ومع ذلك، أفادت وكالة أسوشيتد برس -نقلا عن مصدر وصفته بالمطلع- بأن هناك مناقشات نشطة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إطلاق سجناء لدى الطرفين.