تصاعدت الاحتجاجات في عواصم أوروبية ضد إجراءات الإغلاق الجديدة التي اتخذت بهدف مواجهة ما يقال إنها موجة ثالثة من جائحة كورونا، في حين أعلنت بريطانيا تطعيم نصف سكانها البالغين.
واشتبكت قوات الأمن الألمانية مع متظاهرين حاولوا اختراق حواجز أمنية في مدينة كاسيل وسط البلاد، بعد خروج آلاف إلى الشوارع احتجاجا على إجراءات الإغلاق لمكافحة كورونا.
وكانت مجموعات، أغلبها من اليمين المتطرف المناهض لإجراءات الحكومة لمكافحة جائحة كورونا، قد دعت إلى احتجاجات واسعة في جميع أنحاء البلاد.
وبالتوازي مع ذلك، شهدت العاصمة برلين مظاهرة ضد احتجاجات اليمين المتطرف، أكد المشاركون فيها دعمهم لإجراءات الحكومة.
وفي فرنسا، ورغم قرار الإغلاق الذي فرضته السلطات بدءا من اليوم في باريس ومحافظات أخرى، تظاهر مئات الفرنسيين بالقرب من حدائق لوكسمبورغ في العاصمة، ضد عنف الشرطة وضد العنصرية.
وبدأ في باريس، و16 محافظة أخرى، إغلاق شامل لمدة 4 أسابيع، في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقررت الحكومة الإبقاء على المدارس والمحال التي تبيع المواد الأساسية مفتوحة، في حين سيكون التنقل متاحا بتصريح خروج في مسافة لا تزيد على 10 كيلومترات عن مقر السكن.
نجاح هائل
وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة اليوم أن نصف السكان البالغين في المملكة المتحدة تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، مشيدا بـ "النجاح الهائل" لهذا البلد الأكثر تضررا في أوروبا بالوباء من حيث عدد الوفيات.
وقال الوزير مات هانكوك في مقطع فيديو نشر على تويتر "يسعدني أن أبلغكم أننا قمنا الآن بتحصين نصف البالغين في المملكة المتحدة، إنه نجاح كبير".
وقدمت المملكة المتحدة حتى الآن أكثر من 26 مليون جرعة أولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وتم توسيع حملة التطعيم أخيرا لتشمل الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما، وقد تلقى رئيس الوزراء بوريس جونسون (56 عاما) الجرعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا" يوم الجمعة بعد تأكيدات من الهيئات الناظمة البريطانية والأوروبية بشأن سلامة اللقاح.
وتستخدم المملكة المتحدة، حيث أودى الوباء بحياة أكثر من 126 ألف شخص، لقاحي "فايزر-بيونتك" (Pfizer-Biontech) و"أسترازينيكا-أكسفورد" (AstraZeneca-Oxford).
كذلك، أجازت السلطات الصحية لقاحا ثالثا هو "مودرنا" (Moderna) وسيكون متاحا "خلال الأسابيع المقبلة" وفق ما قال وزير الصحة الخميس.
تجدد المخاوف
وفي السياق، قالت الدانمارك اليوم إن شخصا توفي، وآخر يرقد في حالة خطيرة، وقد أصيبا بجلطات في الدم ونزف في المخ بعد تلقيهما لقاح "أسترازينيكا".
وأكدت وكالة الأدوية الدانماركية تلقيها "تقريرين خطيرين" ولم ترد تفاصيل عن الوقت الذي مرض فيه الشخصان.
وكانت الدانمارك، التي أوقفت استخدام لقاح "أسترازينيكا" يوم 11 مارس/آذار، من بين أكثر من 12 دولة أوقفت مؤقتا استخدام هذا اللقاح بعد تقارير عن جلطات دموية نادرة في المخ دفعت العلماء والحكومات إلى الإسراع بالبحث عن أي علاقة بين "أسترازينيكا" والجلطات الدموية.
وتراجعت بعض الدول، من بينها ألمانيا وفرنسا، الأسبوع الماضي، عن قرار تعليق استخدام اللقاح بعد تحقيق في تقارير الجلطات الدموية أجرته هيئة الرقابة على الأدوية بالاتحاد الأوروبي، وخلص إلى أن فوائد اللقاح تفوق مخاطره.
من جانب آخر، أعلنت الصين اليوم أنها أجرت 70 مليون تطعيم، علما بأنها سجلت 4 حالات جديدة بالمرض أمس، وجميعها وافدة من الخارج.
وفي فلسطين، قررت الحكومة اليوم إعادة تطبيق الإغلاق الجزئي بالضفة الغربية، مع استمرار تعطيل المدارس باستثناء طلبة الثانوية العامة حتى الثالث من أبريل/نيسان المقبل لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وخضعت الضفة لإغلاق شامل على مدار الأيام السبعة الماضية ضمن الإجراءات المتخذة لمواجهة الجائحة.