الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كشف الأسبوع الماضي عن خطة طموحة للوصول إلى القمر (وكالات)
قال مصدر تركي مطلع على برنامج الحكومة التركية لإنشاء ميناء فضائي إن البرنامج المُعلن أخيرا سيتطلب بناء موقع لإطلاق الصواريخ في الصومال، وسيكلف ما يزيد على مليار دولار.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني عن المصدر التركي أن أنقرة تخطط للقيام بهبوط صعب على سطح القمر باستخدام صاروخ هجين محلي الصنع سيُطلق في المدار عام 2023، الذكرى المئوية للجمهورية، عن طريق التعاون الدولي.
وقال المصدر نفسه إن الحكومة تخطط لبناء موقع لإطلاق الصواريخ في الصومال، الشريك الأمني التركي الرئيس منذ عام 2011، الذي يستضيف أيضا أكبر قاعدة تدريب تركية في العالم.
وأشار الموقع –في تقرير له– إلى أن الصومال ليست غريبة على عشاق الفضاء، فقد فكرت فرنسا أيضا في استخدام البلاد لاستضافة ميناء فضائي في الستينيات لقربها من خط الاستواء، مما يجعلها أكثر ملاءمة لإطلاق الصواريخ.
جدول زمني طموح
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف الأسبوع الماضي عن جدول زمني طموح يتكون من مرحلتين منفصلتين، بهدف الاتصال بالقمر في مهمات غير مأهولة، لكنه لم يكشف عن مكان الإطلاق.
وتهدف المرحلة الثانية إلى الهبوط السهل على سطح القمر عام 2028 بقدرات تركيا الخاصة، التي ستشمل مكوكا يقوم بإجراء بحث علمي عن القمر الصناعي الطبيعي للأرض.
وأظهرت الخطط الأولية المقدمة إلى أردوغان قبل بضع سنوات أن شركة" ديلتاف" التابعة للرئاسة التركية ستكون هي المتلقية للجزء الأكبر من الإنفاق، بميزانية تزيد على 600 مليون دولار.
وكان عارف كارابي أوغلو رئيس مجلس إدارة شركة "ديلتاف" قد كشف العام الماضي عن أن الشركة قد أنتجت بالفعل محركا صاروخيا يستخدم الأكسجين السائل والبارافين، وهي قدرة حاسمة لبرنامج الفضاء.
وأضاف الموقع أن البرنامج، الذي من المتوقع أن يكلف الحكومة ما لا يقل عن 1.1 مليار دولار، يتضمن استثمارا قويا للبنية التحتية الفضائية.
اختيار الصومال
وكان سيردار حسين يلدريم، رئيس وكالة الفضاء التركية، قد رفض التعليق على اختيار الصومال مستشهدا بمحادثات حساسة مع الدولة المضيفة، لم يذكرها.
ومع ذلك، قال المصدر التركي للموقع إن البدائل الأخرى مثل ليبيا لم تكن واردة لأن تركيا لها تأثير أكبر في الصومال، وهي أكثر ملاءمة من الناحية العلمية.
وتشير مسودة حسابات الحكومة إلى أن إنشاء وصيانة ميناء فضائي في الصومال سيكلفان أكثر من 350 مليون دولار.
وتهدف الحكومة التركية أيضا إلى تخصيص منح لطلاب الدكتوراه الأتراك للسفر إلى الخارج لدراسة الفيزياء الفلكية، وستوفر تمويلا للبحث والتطوير للجامعات التركية، بإجمالي نحو 150 مليون دولار.
تعزيز القدرة على المنافسة
وقال يلدريم لوسائل الإعلام في مقابلات متكررة إن برنامج الفضاء سيساعد تركيا على تطوير تقنيتها وإجراء استثمارات مهمة في القطاعات التي تجعل البلاد أكثر قدرة على المنافسة على المدى البعيد.
ولا تزال تركيا بحاجة إلى إيجاد كيان أجنبي قادر على إطلاق الصاروخ التركي إلى الفضاء عام 2023، وسيُوجه الصاروخ إلى القمر بعد وصوله إلى مدار الأرض السفلي.