كثفت الولايات الأمريكية الرئيسية الخمسون، علاوة على العاصمة واشنطن، من الإجراءات الأمنية ورفعت مستوى التأهب تحسبا لمواجهة مظاهرات مسلحة من أنصار الرئيس المنتهية ولايته الأربعاء القادم، دونالد ترامب، بالتزامن مع تنصيب خلفه جو بايدن.
ونشرت قوات الحرس الوطني في واشنطن لمنع أي محاولات للإخلال بالأمن، على غرار ما وقع قبل نحو 10 أيام عندما اقتحم المتظاهرون مقر الكونغرس.
وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من وقوع مظاهرات مسلحة من جانب أنصار ترامب في جميع الولايات الخمسين الرئيسية.
وتتكون الولايات المتحدة من 52 ولاية، خمسون منها متجاورة في البر الرئيسي، علاوة على جزيرة هاواي وولاية آلاسكا التي تفصل بيها وبين البر الرئيسي دولة كندا.
وأغلقت السلطات مركز تسوق واشنطن الوطني في العاصمة كما نصب الحرس الوطني الحواجز في كل شوارع العاصمة الرئيسية.
وناشد بايدن وفريقه الانتقالي المواطنين تجنب السفر إلى العاصمة لحضور حفل التنصيب حرصا على تجنب تفشي وباء كورونا بين الحشود وطالبوهم بمتابعة الحفل عبر شاشات التلفزة.
وينتظر أن يشهد الأحد مظاهرات بعدما دعا أنصار ترامب والمتشددون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مظاهرات مسلحة في هذا اليوم، وفي يوم التنصيب أيضا الذي يليه بثلاثة أيام.
وطالبت بعض المييشيات المسلحة أنصارها بعدم حضور هذه المظاهرات، محذرة من أنها كمائن أعدتها أجهزة الأمن لاعتقالهم.
ويأتي ذلك بعد أسبوع أصبح خلاله الرئيس ترامب أول رئيس أمريكي في التاريخ يتعرض لمحاكمتين في الكونغرس بهدف عزله من منصبه.
ويواجه ترامب محاكمة ثانية في الكونغرس لعزله بتهمة الحض على الإخلال بالنظام، بعد اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس في منطقة كابيتول هيل بالعاصمة واشنطن في السادس من الشهر الجاري، بالتزامن مع تصويته على نتائج الانتخابات الرئاسية وإقرار فوز بايدن.
أي الولايات تشدد إجراءاتها؟
كل الولايات الرئيسية اتخذت إجراءات استثنائية، مثل تظليل وتغطية نوافذ المباني الحكومية، ورفض السماح بأي مسيرات جماعية، بينما أعلن حكام ولايات ميريلاند ويوتاه ونيوميكسيكو حالة الطوارئ على مستوى الولايات.
ونشرت ولايات أخرى، مثل كاليفورنيا وبنسلفانيا وميتشغان وواشنطن وويسكونسين، آلاف الجنود من الحرس الوطني بينما قررت ولاية تكساس إغلاق مقرات الحكومة المحلية بدءا من السبت وحتى اليوم التالي لتنصيب بايدن.
وحسب مدير الأمن العام لولاية تكساس، ترجح المعلومات الاستخباراتية وقوع أعمال عنف من جانب المتشددين خلال المظاهرات التي أعلن عنها خلال الأسبوع الجاري "بهدف ارتكاب أعمال إجرامية".
وقال حاكم ولاية فيرجينيا، رالف نورثان، خلال مؤتمر صحفي "إذا كنت تخطط للقدوم إلى العاصمة بنية سيئة في قلبك، يجب أن تتوقف الآن وتعود من حيث أتيت. أنت لست موضع ترحاب في عاصمة أمتنا ولو أصررت وأقدمت على فعل ما تخطط له فسوف تجد ولاية فيرجينيا مستعدة".
ويرى محللون أن الولايات التي شهدت حملات دعائية عدوانية خلال الانتخابات هي الأكثر عرضة لوقوع أعمال عنف فيها، وعلى رأس هذه الولايات ميشغان التي نصبت حاجزا يبلغ ارتفاعه نحو مترين حول مقر الحاكم والإدارة المحلية.
وقال مدير الشرطة في الولاية جو جاسبر "نحن على أهبة الاستعداد لأكثر السيناريوهات سوءا ولكننا على أمل بأن من يرغبون في التظاهر حول مقر الحاكم سيفعلون ذلك بشكل سلمي".
وأوضح أن مقر الحاكم يشهد حراسة وتدابير أمنية مشددة، على رأسها نشر المزيد من عناصر الأمن والجنود بشكل مستمر حتى منتصف الشهر المقبل على أقل تقدير.