[ العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده (الجزيرة) ]
تواصلت ردود الفعل عالميا وإقليميا على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في حين أشارت إيران بأصابع الاتهام إلى إسرائيل وتوعدت بمعاقبة المتورطين في العملية، وأعلنت تل أبيب حالة التأهب في سفاراتها.
ردود فعل إيرانية
ندد المرشد الإيراني علي خامنئي باغتيال فخري زاده، ودعا لمعاقبة منفذي العملية، والجهات الضالعة فيها، بينما اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني إسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وقال إن الرد الإيراني سيكون في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن إسرائيل تخطط من خلال اغتيال فخري زاده لإثارة الفتنة في المنطقة، حسب قوله.
من جانب آخر، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن إسرائيل أعلنت حالة التأهب القصوى في سفاراتها في جميع أنحاء العالم بعد التهديدات الإيرانية بالانتقام.
ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اغتيال العالم الإيراني النووي بأنه جريمة إرهابية جبانة وانتهاك واضح للقوانين والأعراف الدولية.
وقال ظريف في تغريدة له باللغة الصينية على تويتر إن بلاده تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة هذا العمل الإرهابي الذي يعتبر إرهاب دولة، والتصدي لهذه المغامرات التي تسعى لإثارة التوتر في المنطقة حسب تعبيره.
وأضاف أن بلاده تقف في الصف الأول لمواجهة الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته لمواجهة هذه الجرائم التي تتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية حسب تعبيره.
من جانبه، قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن المؤشرات تدل على أن إسرائيل تقف وراء عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده وعملية استهداف منشأة نطنز النووية في يوليو/تموز الماضي.
كما قال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري اللواء "إسماعيل قاآني" إن بلاده سترد على اغتيال العالم النووي الإيراني "محسن فخري زاده".
وأضاف اللواء قاآني أنّ الانتقام لدم فخري زاده سيكون بتكاتف القوات الإيرانية بكل تشكيلاتها، مشيراً خلال تصريحات أدلى بها في هذا الشأن إلى أنّ دول الاستكبار والكيان الصهيوني والدول التي أنشأت الجماعات الإرهابية تقف وراء العملية حسب تعبيره.
وأكد قاآني أن عملية اغتيال فخري زاده لن تؤثر على مسار إنجازات إيران في المجالات العلمية، وأن مسيرة فخري زاده ستتواصل.
اغتيال بشع
وفي أحدث ردود الفعل على عميلة الاغتيال، نددت تركيا بما وصفته بـ"الاغتيال الشنيع" لأكبر عالم نووي إيراني ودعت لتقديم الضالعين في اغتياله للعدالة.
وحثت وزارة الخارجية التركية "كل الأطراف على التحلي بالمسؤولية وضبط النفس"، في أعقاب مقتل محسن فخري زاده الذي تعتقد حكومات غربية وإسرائيلية أنه مهندس برنامج سري إيراني للأسلحة النووية.
وفي وقت سابق من اليوم، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالثأر لمقتل فخري زاده، مما أثار خطر اندلاع مواجهة جديدة مع الغرب وإسرائيل في الأسابيع المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أما الاتحاد الأوروبي فاعتبر اغتيال فخري زاده عملا إجراميا يتعارض مع مبدأ احترام حقوق الإنسان.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جميع الأطراف إلى ضرورة التحلي بالهدوء وتجنب التصعيد الذي لن يكون في مصلحة أي أحد.
وحثت ألمانيا جميع الأطراف على ضبط النفس بعد اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، وعلى تجنب تصعيد التوتر بما قد يُخرج أي محادثات حول برنامج إيران النووي عن مسارها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إنه قبل أسابيع قليلة من تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، من الضروري الحفاظ على مساحة الحديث مع إيران بما يسمح بتسوية الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني من خلال التفاوض.
وفي الولايات المتحدة؛ عبّر جون غراميندي العضو الديمقراطي في مجلس النواب، عن قلقه من التصعيد مع إيران، وردها بعد اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده.
وقال غراميندي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن هذا التصعيد سيصعّب من مهمة الرئيس المنتخب جو بايدن، في الوصول إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي.
ضبط النفس
من جانبها، دعت الأمم المتحدة وألمانيا إلى ضبط النفس والتهدئة عقب عملية الاغتيال. وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضبط النفس، وتفادي أي أعمال قد تؤدي لتصعيد التوتر في المنطقة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني.
وعلى مستوى المنطقة، اتهم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم إسرائيل و"من يدعمها" بالوقوف وراء مقتل أكبر عالم نووي إيراني، مؤكدا أنه لن يؤدي إلا لزيادة التوتر بالمنطقة.
ودان حزب الله اللبناني اغتيال العالم الإيراني، ورأى في بيان أن الاغتيال يأتي في سياق "منع الجمهورية الإسلامية من الحصول على موارد العزة والاقتدار، والحفاظ على تقدمها العلمي واستقلالها السياسي والفكري"، وأكد حزب الله وقوفه "بكل قوة" إلى جانب إيران.
كما دانت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي أمس الجمعة اغتيال فخري زاده، وقالت حركة الجهاد إنه "اعتداء إرهابي آثم" و"يحمل بصمات صهيونية وأميركية واضحة".
ورأت حركة حماس أن الهدف من اغتيال العالم الإيراني هو "إبقاء أدوات التقدم العلمي والقوة بيد الاحتلال الصهيوني ومشروعه الاستيطاني التوسعي".
ودان المكتب السياسي لجماعة الحوثيين اليوم مقتل العالم الإيراني، مشددا على حق طهران في الرد على "كل من دبر ونفذ الجريمة".