[ القره داغي (يمين) وماكرون (الفرنسية) ]
أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القرة داغي أن الإسلام لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم، مشددا على أن الدين الإسلامي لا يمر بأي أزمات.
جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على فيسبوك اليوم الجمعة، ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعم فيها أن الدين الإسلامي يمر اليوم بأزمة في كل أنحاء العالم.
ووجه القرة داغي حديثه لماكرون قائلا "السيد الرئيس لا تقلق على ديننا فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة، ولا رفع سيفا في وجه من عارضه ليفرض رايته".
وأضاف أن "الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلا للمشاكل المستعصية على السلطات، فهو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي، فالإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان".
وتابع أن الإسلام حيث تكون الحرية تجده في خير، وحيث يكون الاضطهاد ينبت رغم أنف المستبدين.
وأكمل "لا يمر ديننا بأزمة ولن يمر، فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد، هو إسلام وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين، ورغم الإسلاموفوبيا، لسنا في خوف على ديننا ولا نحتاج يا سيادة الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة".
وأردف "بل إننا نقول لك: المستقبل لدين الإسلام، ونحن في خوف على مستقبل المجتمعات التي تجعل من أديان الآخرين ومقدساتهم أهدافا مشروعة، نحن في خوف على مجتمعات من سلطات تدمن صناعة أعداء لها".
حروب دينية
وقال "نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين".
وأوضح أنه إذا كانت هناك أزمة حقيقية فهي تعود لازدواجية معايير بعض ساسة الغرب، ونفيدكم علما أن من يقود زمام الحكم في العالم العربي والإسلامي في غالب الدول هم ممن أنتم صنعتموه أو كان انقلابيا باركتم بوصوله الحكم على جماجم الأبرياء.
وواصل حديثه قائلا "السيد الرئيس ماكرون: أنتم في أزمة، أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم".
وكان الرئيس الفرنسي قد قال إن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية.
وأعلن ماكرون -في خطاب له غرب باريس- عن سياساته ضد ما سمّاه "التشدد الإسلامي الذي يتخذ العنف منهجا له".
وطرح الرئيس الفرنسي مشروع قانون ضد "الانفصال الشعوري" بهدف "مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية"، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص.