فريق طبي في مستشفى بمدينة ليفربول البريطانية (رويترز)
اقترب تعداد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد عالميا من أربعة ملايين حالة، ولا يزال الوباء يعصف بالولايات المتحدة حيث سجلت إصابات في الدائرة المحيطة بالرئيس، وفي الأثناء اتخذت دول عربية إجراءات صارمة لاحتواء الأزمة.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن الفحوص أثبتت إصابة كيتي ميلر المستشارة الإعلامية لنائب الرئيس مايك بنس بفيروس كورونا.
وقال إنه لم يكن على تواصل مع ميلر، لكنه أكد أنها خالطت نائبه بنس. وكيتي ميلر متزوجة من ستيفن ميلر أحد مستشاري الرئيس ترامب.
وقد تسببت هذه المستجدات في تأخير رحلة جوية لنائب الرئيس إلى ولاية أيوا أكثر من ساعة صباح الجمعة حيث اضطر بعض مرافقي بنس للنزول من الطائرة للاشتباه في إصابتهم، إذ يبدو أنهم كانوا على تواصل مع كيتي ميلر.
وزادت المخاوف من وصول الفيروس إلى كبار المسؤولين، ومنهم بنس الذي يقود فريق العمل المكلف بالتصدي لأزمة كورونا على المستوى الفدرالي. وكان بنس قد استأنف برنامج سفر واسعا رغم تزايد الإصابات بالفيروس على المستوى الوطني.
عنصر بموكب ترامب
وكان مسؤولون قد أعلنوا أمس الخميس ثبوت إصابة عنصر في موكب ترامب بفيروس كورونا، وهو عسكري من القوات البحرية الأميركية.
غير أن متحدثا باسم البيت الأبيض أكد لاحقا أن الفحوص أثبتت أن العدوى لم تصل إلى ترامب أو نائبه.
في غضون ذلك، يتابع الأميركيون بقلق أخبار التداعيات الاقتصادية التي سببها وباء كورونا، حيث أظهرت البيانات أن البلاد فقدت أكثر من 20 مليون وظيفة في أبريل/نيسان الماضي وحده، وهو عدد كان الاقتصاد الأميركي قد اكتسبه على مدى عشر سنوات كاملة.
وقفز معدل البطالة إلى 14.7%، وصرح لاري كادلو المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب بأن البطالة قد تبلغ 25% جراء هذه الأزمة.
تقديرات الوفيات بأميركا
وفي سياق الخسائر البشرية للوباء، قال ترامب الجمعة إنه يتوقع أن يصل العدد الإجمالي لوفيات كورونا بالولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى أكثر من 95 ألف وفاة.
وصرح وزير الدفاع مارك إسبر بأن وزارة الدفاع (البنتاغون) تتخذ تدابير للتعامل مع موجة ثانية متوقعة أو أكثر، مشيرا إلى أن الإجراءات الوقائية ستتواصل لمدة أشهر.
والولايات المتحدة أشد بلدان العالم تضررا بالوباء من حيث عدد الوفيات والإصابات، فقد سجلت أكثر من 76 ألف وفاة حتى الجمعة، وأكثر من 1.27 مليون إصابة.
وعالميا، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، 3.9 ملايين حالة، توفي منها أكثر من 272 ألفا، وتماثل للشفاء 1.3 مليون مصاب، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز.
أوروبا تفضل العزلة
وفي أوروبا، أوصت المفوضية الأوروبية -وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- بإبقاء حدود الاتحاد مغلقة حتى 15 يونيو/حزيران المقبل لمكافحة الوباء.
وأعلنت السلطات البريطانية الجمعة تسجيل 626 وفاة جديدة بكورونا ليبلغ العدد الإجمالي للوفيات في البلاد 31,241 وفاة، وهي بذلك في المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد الوفيات بالوباء.
حظر شامل بالكويت
ومع استمرار انتشار الفيروس في دول الخليج، قررت الكويت فرض حظر تجول كلي من 10 إلى 30 من الشهر الجاري، وفي السعودية تجاوز عدد الإصابات 35 ألف حالة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الكويتية اليوم الجمعة إن الدولة قررت فرض الحظر الكلي اعتبارا من الرابعة مساء (13:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد المقبل 10 مايو/أيار الجاري وحتى 30 من الشهر نفسه، للحد من تفشي الفيروس بناء على توجيه من السلطات الصحية.
وكان الكويتيون يأملون أن تُخفّف الإجراءات الاحترازية بعد مرور نحو شهرين على فرض حظر تجول جزئي تناقصت ساعاته تدريجيا.
وقال مدير مكتب الجزيرة في الكويت سعد السعيدي إن ارتفاع حالات الإصابة مجددا خلال الأسبوع الأخير دفع السلطات على ما يبدو لإعادة النظر في إجراءات مكافحة المرض.
وأضاف أن هناك تكهنات بنزول قطاعات من الجيش لإسناد وزارة الداخلية وقوات الأمن في تطبيق الحظر الشامل.
وأشار السعيدي إلى تطور الوضع الوبائي في البلاد، وقال إن وزير الصحة نعى اليوم أول طبيب يتوفى في الكويت أثناء جهوده في علاج المصابين، وهو طبيب مصري.
وتجاوز العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة بالفيروس في الكويت 7200 حالة.
المنحنى في السعودية
وفي السعودية، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد 35 ألف إصابة اليوم الجمعة، في الوقت الذي تكافح فيه سلطات المملكة للسيطرة على العدوى.
وفي أحدث الإحصاءات سجل المسؤولون السعوديون 1701 حالة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 35 ألفا و432 إصابة. وسجلت المملكة 1500 حالة في المتوسط يوميا خلال الأيام السبعة الماضية.
وعلى الرغم من زيادة عدد الإصابات الجديدة، فإن حصيلة الوفيات في المملكة لا تزال منخفضة نسبيا، وقد زادت عشر وفيات اليوم الجمعة لتصل إلى 299 وفاة.
وشكلت السلطات السعودية أمس الخميس وحدة من الشرطة لمراقبة انتهاكات قواعد العزل العام المفروضة لمكافحة انتشار الفيروس، وحظرت تجمع أكثر من خمسة أفراد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، مشيرة إلى غرامات باهظة لمن يرتكب أي مخالفة.
وستُفرض غرامات تصل إلى 100 ألف ريال (27 ألف دولار) على التجمعات التي تضم أكثر من أسرة واحدة في الأماكن العامة والخاصة، بما يشمل المنازل والمباني تحت الإنشاء والمتاجر. وتنطبق القواعد نفسها على الاحتفالات وحفلات الزفاف والجنائز.
وفي منطقة الخليج أيضا، سجلت وزارة الصحة القطرية 1311 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي فيها إلى 20 ألفا و201 حالة.
تمديد الحظر بالسودان
مددت السلطات السودانية الجمعة حظر التجول الشامل في العاصمة الخرطوم لمدة عشرة أيام إضافية اعتبارا من السبت للحد من انتشار فيروس كورونا في الوقت الذي اقترب فيه عدد الإصابات في البلاد من ألف حالة بينها 50 وفاة.
وكانت الحكومة السودانية فرضت يوم 16 أبريل/نيسان الماضي حظر التجول الشامل لمدة ثلاثة أسابيع تنتهي الجمعة.
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس لجنة الطوارئ الصحية صديق تاور إن السلطات قررت أيضا منع السفر بين العاصمة والولايات.
صلاة الجمعة في لبنان
سمحت السلطات اللبنانية بفتح المساجد أمام المصلين لأداء صلاة الجمعة فقط، لأول مرة منذ قرار إغلاقها منتصف مارس/آذار الماضي. ووضعت دار الفتوى في لبنان شروطا صارمة لأداء الصلاة في المساجد.
ويأتي القرار بعد تخفيف الإجراءات الوقائية بسبب انخفاض عدد الإصابات الجديدة بكورونا.
وفي الأردن، أعلنت السلطات الجمعة تسجيل 24 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 508.
وفي إيران، أقيمت صلاة الجمعة اليوم في مدن عديدة بعد نحو شهرين من توقف صلاة الجماعة بسبب انتشار كورونا، لكن المساجد بقيت مغلقة في العاصمة طهران.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي مصلين يؤدون صلاة الجمعة في مسجد بمحافظة أذربيجان الشرقية.
وكان المصلون يضعون كمامات ويجلسون بعيدا عن بعضهم، بموجب قواعد التباعد الاجتماعي.
وحضّت الحكومة الإيرانية اليوم مواطنيها على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي "بجدية أكبر"، مع إعلانها عن أكثر من 1500 إصابة جديدة بفيروس كورونا.