تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانتصار على فيروس كورونا المستجد، في حين تباهى نظيره التركي رجب طيب أردوغان بقدرات بلاده الصحية في مواجهة الوباء القاتل مقارنة مع الدول الأخرى.
وتفيد آخر الإحصاءات بأن عدد الإصابات بفيروس كورنا المستجد بلغ 738 ألفا و546، في حين ارتفع عدد الوفيات إلى نحو 36 ألفا، وهو ما يعادل نسبة 4.7% من مجموع الإصابات، وتعافى نحو 160 ألفا من الوباء.
وما تزال أوروبا المتضرر الأكبر من هذا الفيروس؛ إذ تجاوز عدد الإصابات فيها 408 آلاف، كما تنفرد القارة بأكثر من نصف الوفيات الناتجة عن الفيروس؛ ففي إيطاليا وحدها حصد كورنا 11 ألفا و591 شخصا، في حين بلغ عدد الوفيات في إسبانيا 7400، وفي فرنسا أكثر من 3 آلاف وفاة، وفي بريطانيا 1408 وفيات.
لكن الوباء يتسع على نحو متسارع في الولايات المتحدة، حيث أصاب حتى الحين 160 ألفا، وأودى بحياة ما لا يقل عن ثلاثة آلاف، وفق أرقام جامعة جونز هوبكنز.
إنقاذ الأرواح أولا
ودعا الرئيس الأميركي مواطنيه إلى التحلي بالهدوء في مواجهة فيروس كورونا، وقال إن الفيروس سيزول، وإن واشنطن ستحقق في ذلك نصرا كبيرا.
وأكد ترامب -في مؤتمره الصحفي اليومي بشأن كورونا- أن الاقتصاد يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة له، وأنه يريد أولا إنقاذ الأرواح، و"الاقتصاد سيتعافى وبسرعة".
وأوضح أن أكثر من مليون شخص خضعوا حتى الآن لاختبار الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة.
وبيّن الرئيس الأميركي أن بلاده "حققت اليوم إنجازا تاريخيا في الحرب ضد فيروس كورونا، وأكثر من مليون أميركي خضعوا للاختبار، أكثر من أي دولة أخرى حتى الآن".
وتعرضت إدارة ترامب لانتقادات بسبب بطء توفير الاختبارات، ولا يزال حكام الولايات يشكون نقص القدرة على القيام بتلك الاختبارات.
وفي السياق ذاته، قال الرئيس الأميركي إن "الصين أرسلت لنا بعض المواد وروسيا أرسلت لنا طائرة محملة بالمعدات الطبية".
كافة التدابير
من جانبه، أشاد الرئيس التركي بقدرة بلاده من حيث "العاملين في مجال الصحة، ومستوى الأدوية والمعدات الطبية، وأسرّة العناية المركزة". وقال تركيا في وضع جيد مقارنة بالدول الأخرى.
وأضاف "نستطيع تلبية حاجاتنا بأنفسنا من كمامات الوقاية الطبية وأجهزة فحص كورونا وأدوية تقوية مناعة الجسم".
وقال الرئيس التركي إن حكومته نفذت كافة التدابير الصحية لمكافحة كورونا، التي أوصى بها المجلس العلمي الخاص بالفيروس والتابع لوزارة الصحة.
وتابع "وزعنا حتى الآن على مستشفياتنا وباقي وحداتنا الصحية 24 مليون كمامة جراحية، وأكثر من ثلاثة ملايين كمامة من نوع "إن 95"، إضافةً إلى أكثر من مليون من الملابس الواقية، و181 ألف نظارة واقية. لدينا الإمكانات لرفع إنتاج هذه المعدات".
وأشار إلى افتتاح مستشفيات جديدة، وتعزيز القدرة الاستيعابية للمستشفيات القائمة في مواجهة الفيروس.
وشدد على أن تركيا لن تواجه مشكلة في ما يتعلق بتوفير المواد الغذائية، "لأننا بلد ينتج المواد الغذائية الأساسية بنفسه، ونستطيع تلبية احتياجاتنا في هذا الخصوص".
وقال الرئيس التركي إن بلاده لا تواجه مشاكل جدية في مواجهة فيروس كورونا، وإن الفحوص التي تجرى بشكل يومي تخطت عشرة آلاف.
يشار إلى أن أردوغان أطلق الاثنين حملة لجمع التبرّعات من أجل التصدّي لتداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، معلنا أنه سيتبرع براتبه لمدة سبعة أشهر.
وسجلت تركيا نحو 11 ألف إصابة بكوفيد-19، بينها 168 حالة وفاة، حسب حصيلة رسمية نشرت الاثنين.
حالات جديدة بالصين
من جانبها، أعلنت مفوضية الصحة الوطنية في الصين اليوم الثلاثاء تسجيل 48 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا، وحالة وفاة واحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وذكرت السلطات الصحية في البلاد أن جميع حالات الإصابة الجديدة، قادمة من الخارج.
وسجلت الصين حتى الآن 81518 إصابة و3305 حالات وفاة. وتعافى من الفيروس 76052 مريضا فيما لايزال 2161 مريضا يخضعون للعلاج.
ويشار إلى أن الفيروس ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر كانون الأول الماضي.
وسجلت نيوزيلندا اليوم الثلاثاء 58 إصابة جديدة بفيروس كورونا ، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 647 إصابة.
وتراجع عدد الإصابات الجديدة منذ يوم الجمعة عندما تم تسجيل أعلى عدد من حالات الإصابة عند 85 حالة، فيما يظل السكان داخل منازلهم ضمن إغلاق مدته شهر.
كورونا في العالم العربي
عربيا، كشفت تونس عن خمسين إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 362 ووفاتين، ليرتفع عدد الوفيات إلى عشر.
وفي موريتانيا، أعلنت وزارة الصحة أول وفاة، وهي لامرأة في الأربعين من عمرها كانت قيد الحجر الصحي. وحتى الحين سجلت موريتانيا ست حالات إصابة فقط.
وفي مصر، دعت منظمة الصحة العالمية السلطات إلى توفير مزيد من أماكن الرعاية الصحية، وقال مدير إدارة الأمراض المعدية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في المنظمة إيفان هوتين "للأسف، هناك سيناريو لاحتمال انتقال المرض على نطاق أوسع؛ مما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من الحالات في مصر".
وأعلنت وزارة الصحة الاثنين ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد إلى 656، والوفيات إلى 41.
وفي قطر، ارتفع عدد الإصابات إلى 693 بعد تسجيل 59 حالة جديدة، في حين بلغ عدد حالات الشفاء 51.
وفي السودان، أعلنت السلطات تأجيل امتحانات شهادة التعليم الثانوي إلى أجل يُحدد لاحقا، في إطار إجراءاتها للحد من انتشار فيروس كورونا. وكان من المقرر أن تبدأ هذه الامتحانات -التي يتقدم لها نحو مليون طالب- في 12 أبريل/نيسان.
وفي المغرب، سُجلت ست وفيات جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 33، وزادت الإصابات 71 حالة، ليصل العدد الإجمالي إلى 534.
وفي السعودية، أعلنت وزارة الداخلية تطبيق إجراءات احترازية إضافية بعدد من الأحياء السكنية في مكة المكرمة ومنع التجول فيها بداية من اليوم.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله إنه تم عزل أحياء: أجياد، والمصافي، والمسفلة، والحجون، والنكاسة، وحوش بكر في مكة المكرمة.
وأوضح المصدر أن هذه الأحياء سيتم "منع الدخول إليها أو الخروج منها، ومنع التجول فيها على مدار اليوم، وذلك اعتبارا من الساعة الثالثة من ظهر اليوم وحتى إشعار آخر".
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 154 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 1453 حالة.
وفي الأردن، بدأ الجيش الاثنين إخراج نحو خمسة آلاف شخص خضعوا للحجر الصحي الإلزامي في فنادق بعمان والبحر الميت، وذلك بعد إتمامهم 14 يوما كإجراء احترازي والتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.