عبر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من زيادة التوتر بين الدول المسلحة نوويا وحذر من أن ”العالم سيفقد مكابح لا تقدر بثمن للحرب النووية“ بانتهاء العمل بمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى يوم الجمعة.
وقال جوتيريش للصحفيين ”هذا سيؤدي على الأرجح لزيادة التهديد الذي تشكله الصواريخ الباليستية بدلا من أن يقلله... وبغض النظر عن مآل ذلك الأمر فعلى كل الأطراف تجنب التطورات المزعزعة للاستقرار والسعي بشكل عاجل للتوصل لاتفاق بشأن مسار جديد مشترك للحد من انتشار الأسلحة عالميا“.
ومن المقرر أن تنسحب الولايات المتحدة من المعاهدة في الثاني من أغسطس آب إلا إذا اتخذت روسيا قرارا في اللحظة الأخيرة لتدمير صاروخ جديد متوسط المدى يقول حلف شمال الأطلسي إنه ينتهك المعاهدة ويدفع واشنطن للقول إنها بحاجة لتطوير رؤوس حربية لردع موسكو. وتقول روسيا إنها ملتزمة بالكامل ببنود المعاهدة.
وقال جوتيريش ”أحث الولايات المتحدة والاتحاد الروسي بقوة على تمديد ما يسمى بمعاهدة نيو ستارت لتوفير الاستقرار ولإتاحة وقت للتفاوض على إجراءات مقبلة للحد من انتشار الأسلحة“.
بدورها حثت ألمانيا كلا من الولايات المتحدة وروسيا يوم الخميس على الحفاظ على ما تبقى من إطار العمل الدولي للحد من الأسلحة، وذلك قبل يوم من الموعد المقرر لانتهاء أجل معاهدة القوى النووية متوسطة المدى.
ولمح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إلى أن اللوم يقع على عاتق موسكو في انتهاء المعاهدة، التي تمثل اتفاقا تاريخيا للحد من الأسلحة وقع إبان الحرب الباردة بين الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأمريكي رونالد ريجان في عام 1987.
وقال ماس في بيان ”نأسف لتقاعس روسيا عن فعل ما يلزم لإنقاذ معاهدة القوى النووية متوسطة المدى“.
كانت المعاهدة تهدف إلى تجنب سباق تسلح في أوروبا من خلال حظرها للصواريخ المتوسطة المدى التي تطلق من البر والقادرة على الوصول إلى روسيا من غرب أوروبا والعكس.
وأعلنت الولايات المتحدة العام الماضي أنها ستنسحب من المعاهدة متهمة روسيا بعدم الامتثال لها. وتنفي موسكو انتهاك المعاهدة وتقول إن واشنطن تنسحب رغبة منها في خوض سباق تسلح جديد.
وقال ماس ”تفقد أوروبا جزءا من أمنها بانتهاء معاهدة القوى النووية متوسطة المدى“. وأضاف ”أنا على قناعة بأننا يجب أن ننجح اليوم مجددا في الاتفاق على قواعد بشأن نزع السلاح والحد من الأسلحة من أجل تجنب سباق تسلح نووي جديد“.
ودعا الوزير موسكو وواشنطن إلى عمل المزيد للحفاظ على معاهدة ستارت الجديدة الموقعة في عام 2010 والتي تحد من عدد الصواريخ النووية الاستراتيجية.