قالت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال لها إن ملالي إيران يرون أن الاتفاق النووي بين بلادهم ودول العالم يسهّل لطهران أن تصبح أكثر عدوانية.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها بعنوان «الملالي يشكرون أوباما» لأن الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتقد أنه سينهي فترته الرئاسية الثانية باتفاق للسيطرة على الأسلحة الإيرانية بالطريقة التي أنهى بها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الاتحاد السوفيتي، لكن يبدو أن اتفاق أوباما مع طهران شجّع طهران على ممارسة أعمال عدوانية عسكرية أكثر، وعلى المزيد من العداء لأميركا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة قالتا إن إيران انتهكت بالفعل الشهر الماضي القرارات الأممية التي منعتها منذ يوليو الماضي من إجراء تجارب على صواريخ بالستية.
تردد أوباما
وأضافت أن رد فعل البيت الأبيض الأولي كان التقليل من شأن هذه التجارب الصاروخية، لكن الأسبوع الماضي حسم أمره وأبلغ الكونغرس أنه سيطبق عقوبات على عدد من الشركات والأفراد الإيرانيين المسؤولين عن برنامج الصواريخ البالستية، ثم أعلن لاحقا أنه سيؤجل إعلان هذه العقوبات. وعلقت الصحيفة أن البيت الأبيض فعل ذلك رغم أن تأثير هذه العقوبات سيكون أشبه بالتوبيخ الدبلوماسي، لا أكثر.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الإيراني حسن روحاني رد على العقوبات الأميركية التي لا تزال قيد الإمكان بإصدار أوامر لوزير دفاعه بتصعيد نشاط برنامج الصواريخ الإيراني.
وأضافت أن منتقدي الاتفاق مع إيران توقعوا ذلك، مشيرة إلى أن أوباما قال إن الاتفاق يقيّد نشاط إيران، مؤكدة أنه -كما أثبت الواقع- يقيّد أكثر بكثير قدرة أميركا على الرد على الأعمال العدائية الإيرانية.
وأوضحت أنه إذا اتخذت واشنطن خطوة قوية ردا على تجارب الصواريخ الإيرانية أو أي انتهاكات أو استفزازات عسكرية أخرى، فإن طهران تستطيع التهديد بعدم الالتزام بالاتفاق النووي وأنها تعلم أن العالم لا يرغب في الحفاظ على عقوبات جادة، وأن أوباما لن يعترف أبدا بأن صفقته معها قد فشلت.
وأضافت أن ملالي إيران حصلوا بالاتفاق النووي على رفع العقوبات واستعادة مئة مليار دولار، وفي الوقت نفسه الحفاظ على البنية التحتية لبرنامجهم النووي الذي يمكنهم استئنافه فور انتهاء مدة سريان الاتفاق عقب عشر سنوات «إذا لم يجدوا مبررا للتنصل منه قبل ذلك».