[ بوتين مع اردوغان ]
أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين" عن خيبة أمله لعدم تحقيقهم النتائج المرجوة من الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الدولي، والذي بحث، مساء الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2015، مسألة نشر الجنود الأتراك في شمال العراق، مشيراً إلى أن الاجتماع "لم يخرج بنتائج تلزم أنقرة باتخاذ أي إجراءات بهذا الشأن".
وتابع السفير الروسي، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب انتهاء الاجتماع، "الاجتماع كان مهماً جداً، كنا نريد قراءة بيان للصحفيين حول عدم احترام وانتهاك سيادة الأراضي العراقية، إلا أن بعض الأعضاء لم يرغبوا في أن تأخذ المسألة أبعاداً أكبر، فمجلس الأمن لم يولِ أهمية للمسألة".
تضارب بين العراق وروسيا
وشهدت تصريحات السفيرين الروسي والعراقي تناقضاً واضحاً، حول الجهة التي قدمت طلباً لمجلس الأمن من أجل عقد الاجتماع المغلق، ومن ثم بحث الأمر.
وذكر "تشوركين" أن "العراق أرسل رسالة إلى مجلس الأمن، وهذا ما دفعنا لعقد الجلسة المغلقة، كما أنَّ رئيس الوزراء العراقي ومسؤولين آخرين أعربوا بشكل صريح عن شكواهم".
أما سفير العراق في الأمم المتحدة "محمد علي الحكيم"، فقد نفى للصحفيين إرسال بلاده لطلب مناقشة وجود العسكريين الأتراك بالقرب من مدينة الموصل، قائلاً: "نرغب في حل المسألة بين بغداد وأنقرة بشكل ثنائي، وعندما نرى ضرورة سنرسل رسالة إلى مجلس الأمن، أما نحن فلم نرسل إلى الآن أي رسالة من هذا القبيل".
روسيا تندد
وندد السفير الروسي خلال الاجتماع بنشر قوات تركية في العراق، وقال إن تركيا "تصرفت بتهور وبشكل غير مقبول من خلال نشر قوات إضافية (في شمال العراق) دون موافقة الحكومة العراقية".
وأوضح أن هذه المبادرة تعكس "نقصاً في شرعية الأعمال التي يقوم بها التحالف الدولي" في العراق وسوريا. معرباً عن "إحباطه" من عدم تأكيد مجلس الأمن مجدداً على "سيادة ووحدة أراضي العراق"؛ لأن بعض أعضائه الغربيين الذين لم يذكرهم بالاسم، اعتبروا أن "هذا الأمر من شأنه أن يسمم الوضع".
وختم قائلاً إن "تأثير هذا الاجتماع كان يمكن أن يكون أقوى مع رسالة موحدة، ولكن لم نستطع التوصل الى هذا الأمر".
ومن ناحيته، أشار السفير العراقي محمد علي الحكيم الى أن بغداد وأنقرة تعملان لحل هذا الخلاف "بطريقة ثنائية"، وأن هذه المحادثات "كانت جيدة جداً"، مؤكداً أن موسكو لم تتشاور معه بشأن مبادرتها.
وتشهد العلاقة بين أنقرة وموسكو توتراً شديداً منذ إسقاط الطيران الحربي التركي طائرة عسكرية روسية اخترقت الأجواء التركية.
وكان بيتر ايليشيف، مساعد المندوب الروسي الدائم في الامم المتحدة، أوضح أن هذه المبادرة لا تعني سوى تركيا، وأن موسكو لا تطالب "في الوقت الحاضر" بخطوة محددة من قبل مجلس الأمن.
وقال لصحفيين: "نريد أن تعلمنا أمانة (الامم المتحدة) بما يحدث في المنطقة"، مضيفاً "أن أي دولة تعمل في المنطقة ينبغي أن تقوم بذلك بالتنسيق مع البلد المضيف".
ويطالب العراق من جهته برحيل القوات البرية التركية التي دخلت بشكل غير قانوني الى أراضيه، وأمهل الأحد الماضي تركيا 48 ساعة لسحب جنودها، مهدداً باللجوء الى مجلس الأمن الدولي.
أنقرة تقلل من أهمية الانتشار
وينتشر بين 150 و300 جندي تدعمهم 20 دبابة منذ الأسبوع الماضي في بعشيقة، على بعد 30 كلم عن الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي يسيطر عليها منذ يونيو/حزيران 2014 تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وبحسب أنقرة، فإن عملية الانتشار تندرج ضمن عملية "تناوب روتينية" في برنامج تدريبي للقوات المسلحة الكردية، والمقاتلين العرب السنة المعادين للتنظيم المتطرف.
ونفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، السبت الماضي، أن يكون نشر القوات تمهيداً لشن عملية عسكرية في العراق.
دعوة للحوار
من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، إن واشنطن "تعتبر أن الانتشار الأول للقوات التركية تم التفاوض حوله مع الحكومة العراقية"، مضيفة "نأمل بأن يكون الانتشار الإضافي حصل بهذه الطريقة".
وتابعت أن بلادها "تعمل (في العراق) بتعاون وثيق وبموافقة الحكومة العراقية، ونعتقد أن كل الدول يجب أن تفعل الشيء نفسه".
من جهته، دعا مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان الحق أنقرة وبغداد الى "حل هذه المشكلة من خلال الحوار البناء".
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن معارضتها لنقل الخلاف بين العراق وتركيا الحليفين لواشنطن، الى مجلس الأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي: "نعتقد أن أفضل طريقة للتقدم هي بأن يحل العراق وتركيا هذا الأمر بطريقة ثنائية ومن خلال المحادثات"، داعياً الى احترام سيادة العراق.