أنقرة: جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، تأكيده على أن القدس عاصمة دولة فلسطين، مشيراً الى أن القرار الأمريكي بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب للمدينة المقدسة، لن يغير من الأمر شيئاً.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة أجرتها معه قناة “TRT” الحكومية، والتي تطرق خلالها للعديد من الموضوعات والقضايا على الساحتين الدولية والمحلية.
وأضاف أردوغان قائلاً “الكل يعلم تمام العلم أن القدس عاصمة فلسطين، فعليك (في إشارة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب) أن تعرف ذلك أيضاً، ورفضك لهذا لا يغير في الأمر شيئاً”.
في ذات السياق أشار أردوغان إلى القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في إسطنبول، يوم الجمعة الماضية، مؤكداً أن المجتمعين فيها اتخذوا سلسلة من القرارات الهامة الداعمة للفلسطينيين، ورافضة للعدوان الإسرائيلي بحقهم.
وخلال الأسبوع الماضي، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة دامية بحق متظاهرين سلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 65 فلسطينياً وجرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين.
وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، الذي تم الإثنين، ويحيون الذكرى الـ70 لـ”النكبة” الفلسطينية المتزامنة مع قيام إسرائيل.
في ذات السياق تابع أردوغان قائلاً “لقد أعلنا (خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي) قائمة قرارات مكونة من 30 مادة، من بينها مواد متعلقة بفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، ومستوطناتها غير القانونية الموجودة داخل الأراضي الفلسطينية”.
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة والاستعدادت لها
وفي سياق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المزمع إجراءها يوم 24 يونيو/حزيران المقبل، أعرب أردوغان عن ثقته في أن الشعب إذا منحه ثقته للمرة الثانية كرئيس البلاد، فإن ذلك سيكون مع برلمان قوي.
وتابع “لذلك قمنا بتشكيل تحالف الجمهور مع حزبي الحركة القومية، والوحدة الكبرى، ندعو من خلاله للوحدة، والعمل الجماعي، ونحن متناغمون للغاية فيما نقوم به من أعمال مشتركة”، مشدداً على أهمية أن يكون البرلمان قوياً داعماً لرئيس الجمهورية، مضيفاً “لو حدث ذلك فإننا في هذه الحالة نتحدث عن دولة قوية نحن بحاجة إليها”.
وعن آلية اختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية قال أردوغان “قمنا بتشكيل لجنتين مهمتين، لجنة سفلى وأخرى عليا، كانت كافة الترشيحات تمر من اللجنة الأولى، وإذا أعطت تأييداً للشخص المرشح كان يتم تصعيد الملف للجنة الثانية التي أترأسها شخصياً، وهنا نعطي القرار النهائي بشأن الترشيح”.
وأوضح الرئيس التركي أن أكثر من 7 آلاف شخص من أنصار الحزب تقدموا بطلبات للترشح من أجل خوض الانتخابات المقبلة.
وفي سياق آخر لفت أردوغان أنه “لن يكون هناك مجلس وزراء مكون من 25 وزيراً (خلال الفترة المقبلة)”، مؤكداً أن عدد الوزارات سينخفض إلى حد كبير.
كما لفت إلى ضرورة أن يكون من يريد خوض غمار العمل السياسي له باع في المجال الذي يريد خوضه، مشيراً أن الخبرات المتراكمة ليست بالشيء الذي يمكن شرائه، “ومن ثم نحن هنا سنواصل الطريق الذي بدأناه، لدينا خبرة كبيرة، ولسنا مبتدئين”.
وبخصوص نظام الحكم في البلاد أوضح أردوغان أنهم يتجهون لتسريع الخطوات اللازمة من أجل تحويل البلاد إلى النظام الرئاسي “الذي ستتناغم مع القوة السياسية أكثر من ذي قبل”.
ولفت أن “هناك الكثير من الأمور التي سيضيفها النظام الرئاسي للبلاد”، مضيفاً “ولا شك أننا سنقدم الكثير لتركيا من خلال هذا النظام، فنحن الآن دولة قائمة على أعمدة الصحة، والتعليم، والأمن، والعدالة”.
أردوغان شدد كذلك على أهمية المشروعات التي تم إنجازها خلال 16 عاماً مضت، وهي فترة حكم حزب العدالة والتنمية، وذلك مثل مشاريع نفق أوراسيا، وخط مترو أنفاق “مرمراي”، وجسر الخليج، وجسر السلطان ياوز سليم، مشيراً الى أن تركيا بها نظام صحي لا يوجد له نظير في أوروبا، بالاضافة إلى إنشاء الكثير من المستشفيات في العديد من المدن والولايات بمحتلف أنحاء البلاد.
وفي تصريحاته تطرق الرئيس أردوغان إلى التحالف الذي شكلته 4 أحزاب معارضة في تركيا ضد تحالف الحزب الحاكم، مع حزبي الحركة القومية، والوحدة الكبرى.
وفي رد منه على سؤال حول ما يثار من تكهنات حول عدم مقدرة حزب العدالة والتنمية على تحقيق الأغلبية في البرلمان المقبل قال أردوغان “الأخبار المتعلقة بهذه التكهنات غير صحيحة على الإطلاق”.
وعن مصير مطار أتاتورك الدولي بعد افتتاح مطار إسطنبول الجديد، قال الرئيس التركي إنه سيتم تحويله إلى “حديقة للشعب”.
الزيارة الأخيرة لبريطانيا
وفي سياق تصريحاته حول الزيارة التي أجراها للعاصمة البريطانية لندن منتصف مايو/أيار الجاري، قال أردوغان إنه عقد خلال هذه الزيارة مباحثات مع المسؤولين البريطانيين حول موضوع الصناعات الدفاعية.
وذكر أن الإنجليز يعتبرون تركيا شريكاً لهم في مجال الصناعات الدفاعية، ويشيدون بجهودها في هذا المجال.