أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون "بفخر" أن أراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخ بيونغ يانغ إثر التجربة التي أجرتها بلاده الجمعة 28 يوليو/تموز 2017 وأطلقت خلالها صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
واعتبر كيم أن التجربة الصاروخية الأخيرة تظهر قدرة كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ "على أي مكان وفي أي وقت" وفق ما أفادت الوكالة.
وأوضحت الوكالة أن الصاروخ الذي أطلقته بيونغ يانغ الجمعة هو نسخة محدثة من صاروخ هواسونغ-14 البالستي العابر للقارات، مشيرة إلى أنه قطع مسافة 998 كلم في 47 دقيقة على ارتفاع 3724 متراً.
"عملية متهورة"
واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته الجمعة أنّ إجراء كوريا الشمالية اختباراً صاروخياً بالستياً عابراً للقارات هو عملية "متهورة وخطيرة" ستؤدي إلى "عزل" بيونغ يانغ.
وقال ترامب في بيان إنّ "الولايات المتحدة تدين هذا الاختبار وترفض ادّعاء النظام (الكوري الشمالي) بأنّ هذه التجارب وهذه الأسلحة تضمن أمن كوريا الشمالية، بل إنها تملك في الواقع تأثيراً معاكساً".
وتابع أنّ "هذه الأسلحة والاختبارات، بتهديدها للعالم، تعزل كوريا الشمالية وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها".
وأضاف الرئيس الأميركي أنّ "الولايات المتحدة ستتخذ كلّ الخطوات اللازمة لضمان الأمن الأميركي وحماية حلفائنا في المنطقة".
وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورة عسكرية باستخدام صواريخ طراز أرض-أرض بعد ساعات على إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ البالستي.
وأجري التدريب في وقت باكر السبت بتوقيت سيول بعيد إعلان البنتاغون أن القادة العسكريين الأميركيين والكوريين الجنوبيين بحثوا في "خيارات الرد العسكري" على بيونغ يانغ.
وقال الجيش الأميركي الجمعة في بيان إن المناورة أجريت باستخدام أنظمة صواريخ تكتيكية أميركية (أتاكمز) طراز أرض-أرض وصواريخ بالستية كورية جنوبية طراز هيونمو-2.
وأفاد بيان للجنرال جو دنفورد قائد أركان الجيوش الأميركية أنه تباحث والجنرال هاري هاريس قائد قيادة المحيط الهادىء في البحرية الأميركية، مع الجنرال لي سون جين قائد أركان جيوش كوريا الجنوبية.
"وعبّر دونفورد وهاريس أثناء الاتصال عن الالتزام الثابت بالتحالف الأميركي الكوري الجنوبي" موضحاً أنه تم بحث "خيارات رد عسكري".
"الصين وروسيا تتحملان المسؤولية"
وحمّل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون السبت كلاً من الصين وروسيا "مسؤولية خاصة" في تفاقم الخطر الذي تُمثّله كوريا الشمالية، وذلك بعد إطلاقها صاروخاً بالستياً عابراً للقارات.
وأضاف تيلرسون في بيان "نظراً إلى أنهما داعمتان اقتصاديتان للبرنامج النووي البالستي لكوريا الشمالية، فإنّ الصين وروسيا تتحملان مسؤولية خاصة في تصاعد الخطر على الأمن الإقليمي والعالمي".
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنّ إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ البالستي هو "انتهاك صارخ لقرارات متعدّدة لمجلس الأمن الدولي تعكس إرادة المجتمع الدولي".
ودانت بكين السبت إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ البالستي العابر للقارات، داعية في الوقت نفسه "الأطراف المعنيين" إلى ضبط النفس.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان مقتضب إن "الصين تعارض الخروقات من جانب كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولي (...) وتأمل في الوقت نفسه أن يتوخى جميع الأطراف المعنيين الحذر ويتجنبوا تصعيد التوترات" في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف المتحدث أن بكين "تحض كوريا الشمالية على احترام قرارات (الأمم المتحدة) والكف عن القيام بأفعال من شأنها تصعيد الوضع".