[ يتسولون في شوارع طهران بالنهار ويبيتون داخل القبور بالليل ]
يضطر عدد من الإيرانيين، بسبب الفقر والتشرد، إلى العيش في المقابر واتخاذها مساكن في العاصمة طهران، بحسب ما كشف تقرير مثير لصحيفة "شهروند" الإيرانية نشر الثلاثاء.
وكشفت الصحيفة في تحقيقها الذي ترجمته "عربي21" أن خمسين إيرانيا يسكنون داخل قبور إحدى المقابر، في منطقة نصير أباد التي لا تبعد سوى ساعة عن قلب العاصمة طهران، في منظر غريب أصبحت فيه القبور للأحياء وليست للموتى فقط.
وأضافت "شهروند" أن الفقر المدقع جعل أسرا تتخذ من القبور مساكن للاحتماء من البرد القارص خلال فصل الشتاء، مشيرة إلى أن بعض القبور تؤوي شخصين أو ثلاثة، وبعض الأحيان أربعة أشخاص من عائلة واحدة.
ونقلت الصحيفة الإيرانية عن أحد سكان القبور، قوله إنهم لا يملكون الخشب لإشعال النار من أجل التدفئة. وكشفت "شهروند" أن هناك العديد من الأسر أيضا تنام في الخيام وداخل الأنفاق في المنطقة ذاتها.
ويقضي سكان القبور يومهم في التسول بشوارع طهران، قبل أن يعودوا إلى النوم داخل القبور عندما يحل الظلام، بحسب ما أفادت به الصحيفة الإيرانية.
وقال صاحب مصنع قريب من المقبرة المذكورة لصحيفة "شهروند"، إن الفقر يهيمن على هذه المنطقة، مشيرا إلى أن الناس اعتادوا على رؤية المشاهد المأساوية، بسبب كثرة الفقراء والمحتاجين والمتسولين، مضيفا أن هناك القليل ممن يتعاطفون معهم.
واشتكت إحدى النساء اللواتي يسكن القبور من اعتداء الناس عليهم وضربهم، متسائلة: "لماذا يرموننا بالحجارة؟ هل نحن غرباء؟ نحن لا نختلف عنهم بأي شي وكنا نشاركهم الطعام في السنوات الماضية على مائدة واحدة".
وتداول عدد من الإيرانيين صورا لسكان القبور على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، ووجه ناشطون انتقادات حادة للحكومة الإيرانية بسبب معاناة هذه الفئة.
وانتقد المخرج الإيراني الشهير أصغر فرهادي، الرئيس حسن روحاني، بشدة بعد تقرير صحيفة "شهروند"، قائلا: "قرأنا في التاريخ أن الحكام سابقا كانوا يتفقدون رعيتهم بصورة سرية وبزي تنكري وبدون مساعدين ومتملقين للوقوف على أوضاع الناس بصورة مباشرة، ولكن إذا كان الوضع الآن لا يسمح لك بمتابعة أمور المواطنين الإيرانيين في كل البلاد، فبإمكانك الذهاب إلى هذه المناطق القريبة في العاصمة طهران لرؤية هؤلاء الناس ومشاهدة مأساتهم".
وينتقد الإيرانيون سياسة بلادهم الاقتصادية بشدة، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع الأسعار، والفقر الذي تعاني منه فئة من الشعب، في ظل إنفاق جانب كبير من الميزانية على حروب خارجية كالحرب السورية ودعم نظام بشار الأسد والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان ومليشيات شيعية في العراق.