على ما يبدو فإن بورصة "وول ستريت" قادمة على نوع جديد من المخاطر و" دوامة" تحديات لم تشهد مثيلا لها في السابق، حيث بات "مصير" أسهم الشركات المدرجة، بل وصياغة الاستراتيجيات المستقبلية التي يرتكز عليها كبار المستثمرين، مرهونة بـ"تغريدة" للرئيس الأميركي "المنتظر" دونالد ترمب.
كيف لا وتغريدة واحدة لترمب على حسابه الخاص في "تويتر" أمس، كانت كفيلة بتوجيه ضربة قاسية لعملاق صناعات الطائرات العسكرية والأسلحة "لوكهيد مارتن" الأميركية الأكبر من حيث الدخل، حيث هوت أسهم الشركة بشكل حاد لتبلغ الخسائر نحو 4 مليارات دولار من القيمة السوقية للشركة بعد 4 ساعات فقط على نشر الـ"تويت".
وجاء في تغريدة ترمب: "خرج برنامج مقاتلات F-35 وتكلفته عن السيطرة. يمكن توفير مليارات الدولارات التي تُنفق على مشتريات الجيش بعد 20 يناير المقبل"، في إشارة إلى يوم توليه مقاليد الرئاسة الفعلية.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الانتقاد اللاذع ضد طائرة "أف – 35" أو الطائرة "الشبح" كما يطلق عليها نظرا لقدرتها على التخفي، دفع مؤشر داو جونز إلى الانخفاض بنحو 210 نقاط، أو 1.6% عند افتتاح بورصة وول ستريت أمس.
هجوم ترمب هو الثاني من نوعه، ضد شركات الطيران العملاقة المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية، بعدما وجه صفعة إلى أسهم شركة "بوينغ" الأسبوع الفائت حين وصف الإنفاق بموجب العقد الموقع مع الشركة بأنه خارج حدود السيطرة.
وهذا إن كان يدل على شيء، فهو أن كل كلمة تُكتب أو تصدر عن "ترمب" باتت تحت مجهر ومراقبة المستثمرين الذين يتتبعون عن كثب الصدى والتداعيات التي ستخلفها "تغريدة" الرئيس الأميركي على بورصة الولايات المتحدة الأميركية.
"هذا نوع جديد من المخاطر يطلق عليه خطر التغريدة الرئاسية".. بهذه المكلمات يصف كبير مسؤولي الاستثمار في بنك BMP حساسية الأسواق العالمية في الظروف الاستثنائية، جازماً بأن جميع الشركات العملاقة واسعة الانتشار، باتت مهددة اليوم بخسائر ضخمة في حال طالتها "أنامل" الرئيس الأميركي على تويتر بانتقادات لاذعة.