حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مساع لخلق موجة من الكراهية ضد الطلاب والسياح والمستثمرين الأجانب في بلاده، متهما أحزاب المعارضة "بإلحاق الضرر بالقوة الناعمة" التي بنتها تركيا عبر خطاباتها المناهضة لوجود الأجانب.
وقال أردوغان خلال كلمة له في جامعة مرمرة بمدينة إسطنبول، الجمعة، إن "تركيا تستضيف حاليا نحو 340 ألف طالب من 198 بلدا، 95 بالمئة من الطلاب الأجانب يدرسون بإمكاناتهم الخاصة"، مشيرا إلى أن إسهامات هؤلاء الطلبة في الاقتصاد التركي تبلغ نحو 3 مليارات دولار سنويا.
وأضاف الرئيس التركي، أنه أصبح يصادف خلال زياراته إلى الدول الأخرى وزراء ورجال أعمال وأكاديميين وسياسيين تلقوا تعليمهم في تركيا، ويتحدثون التركية بطلاقة، ويعتبرون أنفسهم سفراء فخريين للشعب التركي، حسب وكالة الأناضول.
وبحسب أردوغان، فإن الطلاب الأجانب الذين يتخرجون من جامعات تركيا يواصلون مساهماتهم في تركيا على الصعد الاقتصادية والسياحية والدبلوماسية والثقافية، حتى بعد مغادرتهم أراضيها.
في السياق ذاته، لفت أردوغان إلى وجود "فاشية العنصرية تغذيها أطراف خارجية تهدف لتقويض هذه الجهود، سواء في السياسة أو الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضح أنهم "يريدون خلق موجة كراهية بكل معنى الكلمة ضد الطلاب والسياح والمستثمرين القادمين من المناطق التي تربطنا بها أواصر المحبة"، وفقا للأناضول.
ووجه أردوغان انتقادات حادة إلى أحزاب المعارضة التركية التي تتبنى خطابات معادية للأجانب في تركيا، سيما في أوقات إجراء الحملات الانتخابية.
وأشار إلى زعيم المعارضة السابق كمال كليتشدار أوغلو، منافسه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الذي صعد من خطابه المعادي للأجانب واللاجئين السوريين خلال الفترة بين الدورة الانتخابية الأولى والثانية منتصف عام 2023.
واتحدت المعارضة التركية تحت مسمى تحالف "الطاولة السداسية" خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا في شهر أيار/مايو من عام 2023، وتوافقت على زعيم حزب الشعب الجمهوري حينها كمال كليتشدار أوغلو، مرشحا رئاسيا ضد أردوغان، قبل أن يفوز الأخير بولاية جديدة.
وقال أردوغان: "إن المرشح المنافس لي في انتخابات 14 و18 أيار /مايو كان يحمل حرفيا راية العنصرية وكراهية الأجانب من أجل الحصول على 3-5 أصوات إضافية".
وأضاف أنه "بعيدا عن الديمقراطية الاجتماعية (توجه حزب الشعب الجمهوري اليساري)، فإنه استخدم لغة فاشية لا تتوافق حتى مع القيم الإنسانية الأساسية".
وشدد أردوغان، على أنه "في مواجهة سياسة الكراهية التي اتبعها مرشح المعارضة لم يخرج أي شخص صاحب ضمير من محيطه ليقول كلمة عن الموضوع، وتابعوا بصمت سياسات الكراهية التي احتدمت طوال أسبوعين".
وأشار الرئيس التركي إلى أنه "من الواضح عدم براءة هذه الكراهية العنصرية التي تضر بالقوة الناعمة لبلادنا التي بنيناها بجهد كبير"، موضحا أنه "ثمة عداء واضح جدا في تركيا، للأتراك والمسلمين عموما تحت مسمى العنصرية، ويقوم بعضهم وخاصة بعض الأسماء البارزة والمشبوهة بخيانة واضحة من خلال دعم أعداء تركيا".
وأكد أردوغان على عزم بلاده "عدم السماح لشبابها بالوقوع في هذا الفخ"، لافتا إلى أن "تركيا، دولة وشعبا، لم تمارس أبدا التمييز ضد الناس بحسب ألوان بشرتهم أو بلدانهم أو اللغات التي يتحدثون بها".
واختتم حديثه بالقول: "نحن دولة لم يتلطخ تاريخها بوصمة الاستعمار أبدا رغم أنها بسطت سيادتها على 3 قارات طيلة قرون"، حسب تعبيره.