نتحدث عن أحد البرامج الشائعة الاستخدام، الذي ينتهك الخُصوصية بسلام، وهو برنامج كاشف الأرقام.
الشركات والمؤسسات تسعى للحصول عليه، لجني الأرباح المادية، والاستحواذ على الاقتصاد، والسيطرة على القرار السياسي.
ولذلك تتفن في صناعة الأدوات والبرامج التي تحصل بها على البيانات والمعلومات الشخصية بشكل قانوني، لكيلا تدخل تحت طائلة المسائلة القانونية، لكن في الغالب تسلك الطرق غير القانونية.
ومن أهم المفاتيح، التي تفتح الأبواب لتجار البيانات والمعلومات، هي الحصول على الرقم، والذي أصبح في عالم تقنية المعلومات والاتصالات، من أهم عناصر الخصوصية المعلوماتية، ليتم استهداف المستخدم والمستفيد فيما بعد، على شبكة الإنترنت بما يناسبه من الإعلانات، بعد أن يخضع لتحليل البيانات والمعلومات، بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
ومن أكثر البرامج التي يتم بها جلب الأسماء، هي برامج كاشف الأرقام، الذي يكون دافع الفضول هو سبب تحميله، لمعرفة المتصل، وأريدك أيها القارئ أن تفكر معي لحظة، هل هذا مبرر مقنع يستحق عناء التحميل؟
إن الوظيفة الرئيسة لبرنامج كاشف الأرقام، الذي وافقت على إذن تثبيته، هو إضافة جميع الأسماء التي في جهازك، إلى قاعدة البيانات الرئيسة، الموجودة في دولتك، وهو لا يعمل إلا باتصال بالإنترنت، يعني عدم استبعاد عمل نسخ أخرى خارج البلد، وإمكان اطّلاع الغير على كل الأسماء، وربما جميع المحتويات، بواسطة الاختراق، وانتهاك حرمة الحق في سرية المراسلات، والمحادثات، والتسلل إلى الكاميرا، وانتهاك خصوصية المسكن، والأسرار العائلية، وغيرها من الحقوق التي تطرقنا إليها في منشورات الأسبوع الماضي.
وأريد توجيه سؤال لمستخدمي تقنية المعلومات والاتصالات في اليمن، ما موقفك عندما يرن هاتف زوجتك، أو ابنتك، في وقت متأخر، وترد، وتسمع المتصل، يذكر الاسم، طبعًا في الغالب لن تقنع نفسك بأنه اتصال عشوائي، ولن تتأكد، هل لديها برنامج كاشف الأرقام، يسمح للغير معرفة الاسم.
لقد أصبحت أغلب برامج كاشف الأرقام، ثكنات تنطلق منها الفيروسات والبرمجيات الخبيثة، والتي لكل منها وظيفة مُحددة، بعضها تستهدف الجهاز بالتعطيل، وأغلبها تتحفز لانتهاك خصوصيتك، وذلك ببيع بياناتك ومعلوماتك، وربما تتطور إلى جرائم ابتزاز، أو مشاكل عائلية، تصل إلى الطلاق.
ننصح الجميع، بعدم تحميل مثل هذه البرامج، مالم تُصرّح الجهات المُختصة، أنها آمنة، ومُرخص لها، وتحديد أسماء البرامج، التي يمكن تحميلها.
وننصح المستخدم والمستفيد، عندما يُحمّل أي برنامج، ألا يعطيه الأذونات التي لا يستحقها، كي لا يتحول إلى برنامج تخريبي، أو جاسوسي، وهو يظن أنه يخدمه، أو يرفه عنه.