السلوك حالة من التفاعل الحاصل بين الكائن الحي وبيئته وعالمه الخارجي وفي أغلب الأحيان يظهر السلوك على هيئة إستجابات سلوكية مكتسبة من خلال تعلّم الفرد بالتدريب والملاحظة والتعرض للخبرات والمثيرات البيئية المختلفة حيث يتشكل السلوك الإنساني غالباً من خلال الوراثة أو البيئة الإجتماعية والمحيط العام فيتكون سلوك الفرد وبنائه الفكري والإجتماعي بما في ذلك إكتساب سلوكيات جديدة ومع الطفرة التكنولوجية الأخيرة وإنتشار وسائل الإعلام والإتصال ووصولها إلى معظم شرائح المجتمع أصبحت إمكانية التأثير في السلوك أكثر سهولة من أي وقتاً مضى وبأقل التكاليف.
تعد الدراما في وقتنا الحاضر من أهم وسائل التأثير وبلورة السلوك فعلى الرغم من أنها وسيلة من وسائل الترفيه للإنسان لكنها في المقابل تلعب دوراً رئيسياً في تغيير أفكار وقناعات مختلفة وترسيخ العادات أو تعديلها وذلك بفضل إستخدامها لوسائط الفكر والإحساس والصوت والصمت والحركة والسكون للتعبير عن حدث ما وهذه بحد ذاتها ادوات اللعب بأوتار السلوك.
وبالنظر إلى واقع الدراما اليمنية خصوصاً في الفترة الأخيرة نجد أنها تندرج ضمن أحد أنواع الدراما المسماة بالمهزلة وهي نوع من الدراما لا معنى له بشكلٍ عام غالباً ما تُمثّل بصورةٍ مبالغ فيها أو تعمد إلى استخدام الكوميديا التهريجية والتي تنعكس سلباً على المتلقي وتعكس صورة سلبية على المجتمع اليمني المليء بالإيجابية ففي الوقت الذي يعاني فيه المجتمع اليمني من حالة غير مسبوقة من التفكك والإنهيار لنظمه الإجتماعية وتفشي المشكلات المختلفة تأتي الدراما لتزيد الطين بلة فبدلا ً من أن نخرج بدراما تجديدية تفائيلة تزرع الأمل وتحيي السلوكيات التي دثرتها الحرب نعيد ونكرر المشكلات نفسها التي خلفتها الصراعات والأحداث والحروب وبذلك نعزز من السلوك الخاطئ ونرسخ المشاكل التي نتناولها أكثر من أن نصححها دون أن ندرك عواقب ذلك على الجمهور والمجتمع ككل.
إن السلوك الإنساني يكون أكثر تأثراً وقابلية للإيحاء في حالات الحروب والكوارث وبالتالي يجب التعامل بحذر في مثل هكذا ظروف وإن كان ولا بد من دراما فيجب الإرتقاء بها قليلاً وحساب تبعات ثأثيرها النفسي والسلوكي على المجتمع ومحاولة الإرتقاء بها قدر الإمكان.