قبل يومين كنت اتصفح الفيسبوك وصادفت صوراً لأطفال بعمر الزهور تركوا مدارسهم ولجأوا للعمل تحت أشعة الشمس إما كباعة متجولين او يجمعون البلاستيك، في نفس اليوم كانت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بمنشورات الغلاء وتردي الخدمات ومليئة بقصص انسانية لناس تشكو ضيق الحال ورسائل كثيرة تطلب المساعدة على استحياء تشعر بعزة نفسها وقهرها من بين حروف الكلمات التي كتبتها.
تساءلت هل يملك مسؤولي البلد وقادة مليشياته وجيرانه ضمير وروح انسانية مثلنا؟
هل يتخيلوا أولادهم مكان هؤلاء الأطفال؟
هل هم من الفصيلة الآدمية؟ كلا!
أنا لا أعرف معنا الأبوة ولم اتزوج بعد ومع ذلك تبكيني صور الأطفال والحالة المعيشية والخدمية التي وصل إليها أبناء وطني وتحرق قلبي كل يوم على الرغم من أنني اعيش خارج اليمن منذ سنوات.
هذه ثروتنا الحقيقة وهؤلاء أمل اليمن ومستقبله!
جيل كامل يتعرض للسحق بصورة غير مسبوقة، جوع، نزوح، أمراض، تسرب من التعليم، تجنيد اطفال، غسيل دماغ وتعبئة فكرية تهدد أي تعايش قادم بين ابناء المجتمع اليمني الواحد.
لقد عاهدت نفسي إذا منحني الله العمر وسعة الرزق أن تكون أولوياتي إنشاء مؤسسة مختصة بدعم التعليم بشكل عام ورعاية المبدعين على وجه التحديد، فكل أزمات البلد وكل انتكاسة عاشها بتأريخه هي نتاج الجهل وقلة الوعي وبالتالي فالإصلاح يبدأ من الأساس وبدون ذلك لا يمكن أن نؤسس لمجتمع واعي ودولة قوية.