كم كنت شغوفاً بعيد 22 مايو انتظر بفارغ الصبر الفعاليات والعروض العسكرية والكرنفالية التي تقام كل عام بمناسبة هذا اليوم المجيد الذي جسد واحدية اليمن ارضاً وإنسان وأعاد اللحمة لشعبه.
كم كنت متشبعاً بحب هذه المناسبة بالرغم من صغر سني في سنوات دراستي الاعدادية والثانوية وما بعدها ليتلاشى هذا الشغف تدريجياً بعد العام 2105 والذي تلاشت معه احلام الكثير من اليمنيين في بناء وطن يتسع للجميع.
كم هو مؤلم ان اتذكر تلك السنوات الزاخرة بالمنجزات وافتتاح المشاريع وتدشين العروض العسكرية المهيبة التي تضم كل ابناء اليمن من المهرة إلى حجة وصعدة والحديدة والكل يمر من امام المنصة هاتفاً بصوت واحد "جندي الثورة يحمي الوحدة" واسراب الطيران تحلق في السماء مجلجلة إحتفاء بهذه المناسبة.
مؤسف جداً ان نجد انفسنا بعد 29 على قيام الوحدة وقد اصبحنا اكثر تمزقاً وشتات نصارع الأزمات الواحدة تلو الأخرى ونعتصر الألم كل يوم.
الآن وقد اصبح طموحنا توفير لقمة العيش وان نسلم جحيم الحرب وويلاتها التي وصلت إلى كل بيت ما زال يكتنفنا الحب لمايو ونشعر بالإعتزاز والفخر بعيدنا الوطني التاسع والعشرين مهما كانت الظروف والأحوال والواقع المرير المعاش.