[ أس ]
قالت مجلة أميركية إن أي رد عسكري على جماعة الحوثي ردا على هجماتها على السفن في البحر الأحمر، سيعزز من شرعية الجماعة في الداخل التي تآكلت شعبيتهم في السنوات الأخيرة.
وأضافت مجلة "فورين أفيرز" في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست": "يجب على الجهات الفاعلة الدولية الرد على هجمات الحوثيين، سواء للحفاظ على طريق الشحن في البحر الأحمر أو لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي".
وذكرت أن الولايات المتحدة تواجه مجموعة من الخيارات السيئة والأسوأ فيما يتعلق بكيفية القيام بذلك، وقالت "يرى بعض السياسيين والمحللين أن أفضل طريقة لمواجهة عدوان الحوثيين هي التصعيد العسكري بهدف "استعادة الردع". يرى هذا المنظور أن قرار الولايات المتحدة النهائي، في عام 2021، للدفع نحو مفاوضات السلام في اليمن، هو بمثابة سياسة استرضاء فاشلة".
وتابعت "لكن أنصار الضربات الجوية ضد الحوثيين لا يستطيعون توضيح ما يجب أن يحدث بعد ذلك. من الصعب أن نرى كيف يمكن للغارات الجوية أن تردع هجمات الحوثيين الآن بعد أن فشلوا في القيام بذلك على مدى العقد الماضي.
وتوقعت المجلة أن تؤدي الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين إلى تآكل قدرة الحوثيين بشكل طفيف على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولكن سيكون من الأصعب بكثير استهداف قوارب الحوثيين الصغيرة والرخيصة المأهولة وغير المأهولة والقضاء عليها بشكل فعال.
وبالمثل، قالت إن "تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، كما فعلت إدارة ترامب لفترة وجيزة في عام 2020، من المرجح أن يكون له تأثير ضئيل. لقد ظل قادتهم خاضعين لعقوبات أمريكية منذ فترة طويلة، ولا شك أنهم سيستخدمون التصنيف ببساطة كدليل إضافي على قدرتهم على التفوق على خصوم أقوياء. لكن من المؤكد أن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية سيجعل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن أكثر صعوبة".
وأشارت إلى أن النهج الذي يجمع بين الدبلوماسية والردع هو الطريقة الأقل سوءاً بالنسبة للولايات المتحدة للتعامل مع هذه المشكلة المستعصية على المدى القريب.
وأردفت "لا توجد شهية دولية تذكر للرد العسكري. وحتى المملكة العربية السعودية، التي قادت التدخل العسكري ضد الحوثيين عام 2015، تحذر الولايات المتحدة الآن من ضرورة التصرف بضبط النفس".
وقالت "لا يمكن لهذه الإجراءات أن تعالج بشكل كامل التهديد الذي يشكله الحوثيون على المصالح الأمريكية وعلى الاستقرار في المنطقة على نطاق أوسع. لكنها تظل الأفضل بين الخيارات السيئة".
واستدركت فورين أفيرز "الولايات المتحدة ليس لديها سوى خيارات سيئة بسبب مقارباتها الفاشلة تجاه اليمن على مدى السنوات العشرين الماضية، ويجب على واشنطن ألا تكرر أخطائها.
وزادت "لقد أظهرت عقود من الخبرة، حتى الآن، أن الجهود العسكرية لطرد الحوثيين من غير المرجح أن تكون فعالة. وبدلاً من ذلك، فإنها قد تؤدي فقط إلى المزيد من الدمار لحياة الشعب اليمني الذي يكافح بالفعل".
ولأن هجمات الحوثيين يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على التجارة العالمية، تشير المجلة إلى أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط كبيرة للرد عسكريا. ولكن بدلاً من الضربات الانتقامية، ينبغي للولايات المتحدة أن تفضل النهج الدبلوماسي.
وقالت "ربما يكون الحوثيون قد ظهروا مؤخراً في عناوين الصحف الدولية، لكنهم ظلوا يتحدون الولايات المتحدة وشركائها في الخليج منذ عقدين من الزمن. واستخدام القوة ضد الحوثيين في الماضي، سواء من قبل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو من خلال الجهود التي تقودها السعودية لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون في منتصف عام 2010، لم يقم إلا بالسماح للجماعة بتحسين قدراتها العسكرية. وتصوير نفسها على أنها حركة مقاومة بطولية، مما يعزز شرعيتها في الداخل.
وأوضحت أنه "مع تعزيز الحوثيين سيطرتهم على جزء كبير من شمال اليمن، بدأوا في البحث عن مزيد من الظهور على الساحة الإقليمية".
على المستوى الإقليمي، تضيف "استخدم الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وعلى إسرائيل لإثبات أهميتهم بالنسبة إلى "محور المقاومة" الإيراني، وهو شبكة من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية التي استغلتها إيران لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة وتطويق خصومها. بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وختمت المجلة تحلليها بالقول إن الشراكة بين إيران والحوثيين تعمقت بشكل كبير على مدار الحرب الأهلية في اليمن. وتقدر إيران الحوثيين لأنهم يسمحون لطهران بالتصرف على نطاق أوسع مع الحفاظ على قدر معقول من الإنكار.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست