[ مظاهرة في الضالع تضمنا مع فلسطين ضد عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة ]
أصدرت حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران تحذيرا بأنها مستعدة للمشاركة في الأعمال العدائية ضد إسرائيل إذا دعمت الولايات المتحدة بشكل مباشر الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي خطاب متلفز يوم الثلاثاء، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي: "إذا تدخل الأمريكيون بشكل مباشر، فنحن مستعدون للمشاركة في الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الأعمال العسكرية.
وأضاف: "نحن على تنسيق كامل مع محور الجهاد والمقاومة لتقديم كل ما نستطيع لدعم الشعب الفلسطيني".
وتدفق المقاتلون الفلسطينيون يوم السبت إلى إسرائيل من غزة عن طريق البر والبحر والجو، في هجوم مفاجئ أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي. ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة قصف على غزة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1200 فلسطيني.
وأشاد زعيم الحوثيين في خطابه بالهجوم الذي قادته حماس يوم السبت. وأضاف أن "العملية خرقت التوازن القائم وكبدت العدو الصهيوني المتعجرف والمجرم والعدواني والظالم خسائر كبيرة".
وبينما تكهن بعض المراقبين بأن الهجوم قد يعرض للخطر الجهود الجارية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل لإقامة علاقات رسمية، أكد زعيم الحوثيين على أهمية توقيته، "مع الأخذ في الاعتبار الظروف والسياق الإقليمي الأوسع الذي حدث فيه".
ويشهد اليمن حالة حرب منذ عام 2014، عندما استولت جماعة الحوثي، المعروفة أيضًا باسم أنصار الله، على العاصمة صنعاء. على مدى ما يقرب من عقد من الزمن، أدى الصراع إلى انقسامات عميقة بين المدنيين ووضع الحوثيين في مواجهة الحكومة المعترف بها دوليا والتي تعمل انطلاقا من مدينة عدن الجنوبية.
ومع ذلك، فقد ظهر تطور غير عادي وموحد، حيث وجد الجانبان أرضية مشتركة في إدانة إسرائيل والتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأصدرت وزارة الخارجية اليمنية بيانا، شددت فيه على ضرورة "حماية المدنيين ووقف الاستفزازات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي استهدفت باستمرار الشعب الفلسطيني ومقدساته"، مرددة مبررات حماس للهجوم.
وأضاف: "لطالما كانت هذه التصرفات مدعاة للقلق، مع تحذيرات من عواقبها الوخيمة".
الوحدة النادرة
ويمثل هذا إحدى اللحظات النادرة التي تتقاسم فيها الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران وجهة نظر مماثلة. ولم يعرب القادة اليمنيون عن إدانتهم القاطعة لإسرائيل فحسب، بل إن المواطنين من الأراضي التي يسيطر عليها الجانبان خرجوا إلى الشوارع بأعداد كبيرة.
وقد رفعوا الأعلام اليمنية والفلسطينية معربين عن رفضهم الشديد للقصف الإسرائيلي لغزة. وعلى الرغم من خلافاتهم الداخلية، فقد ألهم الصراع في غزة موقفاً مشتركاً من الوحدة والدعم بين اليمنيين.
إن تهديد الحوثيين بضرب إسرائيل ليس تطوراً جديداً، حيث أصدروا تحذيرات مماثلة في الماضي.
وفي عام 2020، قال مسؤول حوثي إن الصواريخ بعيدة المدى التي تم إطلاقها على منشآت النفط السعودية يمكن استخدامها أيضًا ضد إسرائيل.
ومع تزايد عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي، وتزايد التهديد بشن هجوم بري في غزة، تزايدت الدعوات من قادة الحوثيين للتعامل مع المقاتلين الفلسطينيين ودعمهم.
وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للحوثيين والناطق باسم الحركة، على قناة X: "أعتقد أن الآن هي اللحظة المناسبة لمحور المقاومة، المتمثل في اليمن وسوريا ولبنان وإيران والعراق". للمشاركة في المعركة الحاسمة ضد الكيان الصهيوني المحتل نصرة لأشقائنا الفلسطينيين".
وأشار أحمد ناجي، أحد كبار المحللين في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، إلى أن الرسائل التي ينقلها الحوثيون تهدف إلى التأكيد على البعد الإقليمي لموقفهم. وإلى الشمال من إسرائيل، أصدرت حركة حزب الله اللبنانية أيضاً تهديدات، ووقعت اشتباكات متكررة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقال ناجي لموقع ميدل إيست آي: "يمثل هذا فرصة للحوثيين لإعادة تأكيد التزامهم بالقضية الفلسطينية، التي يعتبرونها جوهر نضالهم، وتجسد رسالتهم هذا المبدأ".
وفي حين أثبتت حركة الحوثي قدرتها على تعطيل الممرات البحرية، بالنظر إلى هجماتها السابقة على السفن في البحر الأحمر، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت تمتلك الوسائل اللازمة للوصول إلى إسرائيل أو الجرأة لتعريض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر.
وتساءل ناجي: "ما هي القدرات العسكرية التي قد يمتلكها الحوثيون إذا قرروا التدخل؟ هل لديهم قوة صاروخية قادرة على الوصول إلى إسرائيل، أم أن أعمالهم العسكرية ستستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة؟"
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست