[ كوموران باهيا باكاري تقف في محكمة في باريس – أسوشيتدبرس ]
قدمت كوموران باهيا باكاري – 25 عاما - وهي الناجية الوحيدة من حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية اليمنية عام 2009 في المحيط الهندي شهادتها في قاعة محكمة في باريس، وسردت محنتها عندما سقطت الطائرة، وكان عمرها آنذاك 12 عاما.
وكانت باكاري بصحبة والدتها من بين 152 شخصا لقوا حتفهم على متن الرحلة، وقدمت شهادة قوية في غرفة مليئة بالعاطفة، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.
وكانت باكاري البالغة من العمر 25 عامًا في الثانية عشرة من عمرها عندما استقلت الطائرة مع والدتها للذهاب إلى جزر القمر قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا لحضور حفل زفاف، وغادرت الطائرة من باريس، وتوقفت في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا، ثم هبطت في صنعاء.
وقالت بكاري في تقرير نشرته واشنطن بوست وترجمه الموقع بوست إن التحول إلى طائرة أصغر لتتوجه من العاصمة اليمنية إلى موروني في جزر القمر كان في فترة الليل، قائلة أن الجميع مرهقون، مضيفة: "كنا نهبط، بدأت أشعر ببعض الاضطراب، لكن الناس لم يبدوا قلقين حيال ذلك، ثم شعرت بصدمة كهربائية واستيقظت في الماء، لا أتذكر ما حدث بين الجلوس في الطائرة والبقاء في الماء".
وتتذكر بكاري سماعها لأصوات أنثوية تصرخ طلباً للمساعدة في جزر القمر في البداية، وتردف بالقول: " كدت أستسلم، وأفقد الأمل، وساعدني التفكير في أمي على الصمود".
وتضيف: "بعد أن سقطت الطائرة في المحيط، أمسكت بجزء عائم من الطائرة المدمرة، وبقيت في الماء لمدة 11 ساعة قبل أن ينقذني الصيادون".
وبعد إنقاذها نُقلت بكاري إلى مستشفى موروني، ثم أعيدت إلى فرنسا، وأصيبت بكسر في الترقوة، وكسر في الفخذ، وحروق وإصابات أخرى، مشيرة إلى أنها لم تعد اليوم تعاني من آثار جسدية.
وقالت بكاري إنها "تعمل بشكل أفضل الآن"، وأنها لا تعاني من ذكريات الماضي الصادمة، لكنها لا تشعر بالراحة في الماء.
وتعمل بكاري الآن في مجال العقارات، ولديها شقيقان صغيران، وتعتمد في الغالب على والدها الذي ساعدها في التعامل مع الصدمة.
وشاركت في تأليف كتاب "باهيا الفتاة المعجزة"، وأخبرت المحكمة أنها فعلت ذلك من أجل أقارب الضحايا لتترك لهم شيئًا يحتفظون به.
وتجمع أكثر من 250 مدعيا أغلبهم من جزر القمر في قاعة المحكمة بمدينة مرسيليا التي جرى بثها على الهواء مباشرة.
واتهم الناقل الوطني اليمني بالقتل غير العمد، والإصابات غير المقصودة، في الحادث الذي وقع الساعة 11:53 مساءً، مما تسبب في مقتل 141 راكباً و 11 من أفراد الطاقم، وكان خمسة وستون من القتلى مواطنين فرنسيين.
وفي عام 2015 أمرت شركة الطيران في دعوى مدنية من قبل محكمتين فرنسيتين بدفع أكثر من 30 مليون يورو (31.6 مليون دولار) لأسر الضحايا، الذين أعربوا عن أسفهم لبطء الإجراءات بين فرنسا وجزر القمر المستعمرة السابقة التي أصبحت مستقلة في 1975.
وفي عام 2018 ، تم توقيع اتفاقية سرية بين شركة الطيران و 835 مستفيدًا، اضطروا إلى الانتظار عدة سنوات أخرى للحصول على تعويض.
ولم يحضر أي ممثل عن الشركة محاكمة باريس، التي تنتهي في الثاني من يونيو حزيران، بينما تواجه شركة الطيران غرامة تصل إلى 225 ألف يورو (237 ألف دولار).