[ توكل كرمان تطالب الرئيس الأمريكي بايدن بالوفاء بوعده وإيقاف حرب اليمن ]
دعت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى الضغط على المملكة العربية السعودية لإيقاف الحرب التي تقودها في اليمن منذ مارس 2015.
وطالبت كرمان -في مقال لها نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" وترجمه للعربية "الموقع بوست"- بايدن بوقف بيع الأسلحة للسعودية وإبقاء الموانئ مفتوحة لتجنب أزمة أخرى في ميناء الحديدة وتقديم المساعدات اللازمة بما في ذلك المساعدات المتعلقة بفيروس كورونا والمساعدات المتعلقة بالكوليرا إلى السكان الذين يتضورون جوعا ويعانون.
وقالت كرمان "يتعين على إدارة بايدن ممارسة أقصى قدر من الضغط على الحوثيين للتراجع عن انقلابهم والعودة إلى ما اتفق عليه اليمنيون سابقًا في مؤتمر الحوار الوطني وعلى إيران وقف تدخلها في اليمن والتوقف عن إمداد الحوثيين بآلات الدمار والموت.
وأضافت "لقد أظهر الكونغرس والشعب الأمريكي بالفعل دعمهم الكبير لإنهاء مبيعات الأسلحة للسعودية وإنهاء الحرب في اليمن، على الرغم من استخدام ترامب لحق النقض.
وتابعت "يجب على بايدن أن يبني على زخم الكونغرس لتقنين هذه القرارات من الحزبين ووضع حد دائم لمبيعات الأسلحة التي لا طائل من ورائها وكذلك الحرب التي لا نهاية لها في اليمن".
وتابعت كرمان "في 15 يناير 2011، وقفت بفخر إلى جانب رفاقي اليمنيين رجالًا ونساءً ضد دكتاتورية علي عبد الله صالح. بعد عشر سنوات وبعد انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وتدخل تحالف تقوده المملكة العربية السعودية، تعطلت أحلام اليمن الديمقراطية بسبب حرب إقليمية بالوكالة".
وأردفت "لقد كان من الخطأ أن تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتدخل الرياض في اليمن الذي قتل مئات الآلاف"، مشيرة إلى تفاقم هذا الخطأ الأولي بسبب قرار تقديم الأسلحة والدعم العسكري الأمريكي.
واستطرت كرمان في مقالها "لهذا السبب كنت سعيدة جدًا لسماع الرئيس بايدن يشير إلى تحول كبير خلال حملته الرئاسية حين وصف السعودية بشكل صحيح بأنها "منبوذة" وذكر على وجه التحديد أنه سيجعل الأمور "واضحة جداً" بأن إدارته ستوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة.
وذكرت "قد تأتي الفرصة الأولى لبايدن للوفاء بوعده بحلول اليوم الثاني من رئاسته".
وأشارت إلى أن إدارة ترامب أخطرت الشهر الماضي الكونغرس بأنها تخطط لبيع أسلحة بقيمة 500 مليون دولار إلى السعودية تتكون في الغالب من قنابل دقيقة التوجيه من المرجح أن تُستخدم لإلحاق الموت والدمار بشعب اليمن في وقت يكافحون فيه، بدون تحرك من إدارة بايدن أو الكونجرس قد يتم تنفيذ آخر صفقة لبيع الأسلحة للسعودية في 21 يناير.
واستدركت "لا توجد مشكلة في اليمن أو السعودية الآن سيتم حلها بمزيد من القنابل، فالمملكة هي بالفعل أكبر مستورد للأسلحة في العالم، والتي استخدمها النظام لارتكاب جرائم حرب في الخارج بينما يعاني مواطنوها من القمع المروع في الداخل".
وأوضحت توكل كرمان أن "المزيد من القنابل في اليمن لن تساعد الملايين الذين يعانون من الجوع والفقر والمرض، فبدلاً من إراقة المزيد من الدماء، يحتاج اليمن إلى السيادة والاستقلال لحل هذه القضايا من اليمنيين ومن أجلهم وبواسطتهم".
ولفتت إلى أن هذا ممكن لليمن فقط إذا توقفت الولايات المتحدة، إلى جانب المجتمع الدولي، عن تسليح هذه الحرب الخطيرة.
وأتبعت "تريد إدارة بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى منارة الديمقراطية التي كان من المفترض أن تمثلها. تريد أن تكون إدارة تدين الحكومات الإستبدادية وتدافع عن حقوق الإنسان بدلًا من مغازلة الديكتاتوريين وغض الطرف عن المواطنين المطالبين بالإصلاحات الديمقراطية والحقوق الأساسية كما شهدنا خلال السنوات الأربع الماضية في عهد الرئيس دونالد ترامب".
وذكرت كرمان أنه في هذا المحور المهم، يستحق اليمن أن يكون في طليعة الحوار، وإنه وبدعم من الولايات المتحدة، يمكن للشعب اليمني استعادة المساحة التي يحتاجها لمستقبل ديمقراطي حاربناه في البداية منذ عقد من الزمان.
وأكدت أن بيع القنابل الموجهة بدقة يقوض ما حارب الشعب اليمني بشدة من أجله، لكن هذا ليس كل ما يجب القيام به لدعم الشعب اليمني.
وقالت كرمان إنه خلال تدخل السعودية في اليمن إلى جانب الإمارات العربية المتحدة ساد التطرف وسمحت المملكة للجماعات الإرهابية مثل القاعدة بترسيخ نفسها في اليمن مما تسبب في انشقاقات سيكون لها عواقب طويلة الأمد. في غضون ذلك، استخدمت إيران تدخل المملكة العربية السعودية لكسب المزيد من النفوذ لدى الحوثيين.
وألمحت إلى أن التدخل الأجنبي في اليمن كلف شعبنا الكثير بعد سنوات من الحرب والاحتلال والمعارك بالوكالة، يعاني 20 مليونًا من رجال ونساء بلدي من انعدام الأمن الغذائي و10 ملايين معرضون لخطر المجاعة، في حين أن 80 بالمئة منهم تحت خط الفقر.
وختمت توكل كرمان مقالها بالقول "اليمنيون لديهم تاريخ فخور وسلمي ويحلمون بمستقبل أكثر إشراقًا، يجب على بايدن الآن أن يفي بوعده بإنهاء الحرب والتوقف عن الدعم الأعمى للنظام السعودي الذي تلطخت أياديه بالدماء ووقف صفقة بيع الأسلحة الأخيرة، حان الوقت لقلب الصفحة".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست