[ إندبندنت: انقلاب المجلس الانتقالي بعدن أدى لشل الشرعية ومزق التحالف ]
قالت صحيفة الإندبندنت إن انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات واستيلائه الجريء على العاصمة المؤقتة عدن (جنوبي اليمن) أدى إلى شل الحكومة اليمنية وتمزيق التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي كان من المفترض أن يقاتل ضد المتمردين الحوثيين.
وحذرت الصحيفة البريطانية -في تقرير لها ترجمه "الموقع بوست"- مما أسمته "المعركة الفوضوية" من أجل انفصال جنوب اليمن والتي قالت إنها ستفرخ صراعات أخرى في مناطق مختلفة من البلد الذي تمزقه الحرب منذ سنوات.
ونقلت الصحيفة عن رجال قبائل في محافظة المهرة (شرقي اليمن) خشيتهم من أن تجر معارك الانتقالي الجنوبي (الانفصاليون) فقط إلى حرب جديدة بين الشمال والجنوب من البلاد التي مزقتها الصراعات ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق، حرب داخل الجنوب نفسه.
وقال علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة السابق وقائد القوات الحدودية لصحيفة "الإندبندنت": "نعتقد أن الخطر يأتي إلينا".
وحسب الصحيفة "يؤمن أتباع الحريزي في المهرة، إلى جانب كثيرين غيرهم باليمن الموحد، ولكنهم اشتبكوا مع الإمارات العربية المتحدة ومؤخرًا المملكة العربية السعودية حول وجودهم العسكري في البلاد".
ويضيف الحريزي: "نحن نؤمن بيمن واحد، لذا سيتعين على المهرة الدفاع عن نفسها"، موضحًا صفًا من الشاحنات الصغيرة المحملة بالرصاص المحشوة بقذائف آر بي جي والمدافع الرشاشة الثقيلة.
ويقول: "في الأسابيع القليلة المقبلة، سنقوم بتدريب رجالنا على الاستعداد".
ووفقا للصحيفة البريطانية "فإن مشاهد الذعر الهادئ في المهرة تؤكد على التعقيد المدمر لليمن، الذي أحبط الكثير من المحاولات السابقة من قبل الغرباء للسيطرة عليها".
يواصل الحريزي: "أتوقع أن يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة على محافظات شرق عدن مثل أبين وشبوة، وسوف تستمر في السير شرقًا نحو الصحراء. يعتقدون أنهم يمثلون جنوب اليمن، لكنهم لا يفعلون ذلك. إذا جاؤوا إلى هنا سنقاتلهم. نحن مستعدون".
تقول الإندبندنت: "كان تنبؤه صحيحا بشكل مخيف، بعد مضي أكثر من أسبوع على السيطرة على عدن، سيطرت القوات الانفصالية على معسكرين آخرين في أبين، وهي محافظة مجاورة لعدن".
تضمي الصحيفة بالقول: "على الرغم من المناشدات العاجلة من الرئيس اليمني المعترف به عبد ربه منصور هادي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالانسحاب، إلا أن المجلس الانتقالي قدم بيانًا للأمم المتحدة يصر على أنه لا يمكن المخاطرة بأمن سكان الجنوب من خلال تسليم السيطرة على عدن إلى الحكومة".
وأشار التقرير إلى أن قادة الانتقالي حضروا محادثات في جدة وانسحبوا على مضض من بعض المؤسسات الحكومية بعد ضغوط من الرياض التي ما زالت تعلن أنها تدعم الحكومة، إلا أنهم رفضوا التخلي عن المواقع العسكرية الرئيسية.
وبحسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة، فإن الإمارات العربية المتحدة دربت حوالي 90,000 يمني، بمن فيهم أولئك الذين استولوا على عدن لمحاربة الحوثيين وفرع اليمن الخبيث لتنظيم القاعدة وداعش.
ولفت التقرير إلى أن الانفجار المميت الأخير في عدن بدأ قبل ثلاثة أسابيع، عندما ادعى الحوثيون أنهم كانوا وراء عملية تفجير بطائرة مسيرة وطائرة صاروخية مدمرة في عدن أسفرت عن مقتل العشرات من القوات الانفصالية بما في ذلك القائد البارز منير محمود اليافعي، المعروف باسم أبو اليمامة، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي ألقى باللائمة على حزب الإصلاح، وهو حزب سياسي مرتبط بالإخوان المسلمين، وهو جزء من التحالف الداعم للرئيس هادي.
كما أشار التقرير إلى أن اختلاف أولويات السعودية والإمارات في اليمن هو السبب الرئيسي للفوضى التي تطبع الصراع في المشهد اليمني حاليا.
وقالت الإندبندنت "في حين تركز السعودية على محاربة قوات جماعة الحوثيين المدعومة من قبل إيران والتي باتت المملكة عرضة لصواريخها، فإن أولوية الإمارات هي القضاء على الإخوان المسلمين باليمن".
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث كندال الخبيرة بالشؤون اليمنية والأستاذة بجامعة أكسفورد قولها إن الإمارات بتدربيها القوات الانفصالية قد أطلقت ماردا تصعب السيطرة عليه، وأن سلام اليمن مستقبلا سيتطلب من الإمارات إقناع تلك القوات بالتخلي عن أهدافها الانفصالية.
في 1 أغسطس، بعد ساعات قليلة من الهجوم، أحد قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ناصر الخبجي، الذي كان جالساً على أريكة في أحد فنادق أبو ظبي، حذر صحيفة "الإندبندنت" من أن الانفصاليين لن يسمحوا أبداً بمقتل أبو اليمامة.
وقال: "بينما يعتقد الجميع أن الحرب في اليمن هي بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية، فإن الحرب الحقيقية التي تبدأ الآن، هي بين الشمال والجنوب من البلاد".
قال الخبجي: "سيكون هناك خطوة سياسية وعسكرية ضخمة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت قريب".
وأضاف: "قد تكون هذه الخطوة بالتنسيق مع الإمارات".
والتقت الصحيفة زعيم جنوبي آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، في مقهى آخر في أبوظبي مرددًا نفس الكلمات.
وقال: "الحرب الحالية مع الشمال لن تستمر، لكنها ستبدأ حروب أصغر أخرى. الإمارات العربية المتحدة تتفهم قضيتنا. نحن في الواقع نفضل أن تبقى الإمارات هناك في الجنوب بعض الشيء ونحن نعلم أنهم مثلنا غير راضية عن الإسلاميين".
ونقلت إندبندنت عن مسؤول إماراتي -لم يفصح عن اسمه- نفيه وجود أي خلافات بين السعودية والإمارات بشأن اليمن، مشيرا إلى أن قوات التحالف تقوم بكل ما في وسعها لإعادة السلام لليمن.
تقول الصحيفة "في ظل الاقتتال بين قوات التحالف التي كان من المفترض أن تقاتل الحوثيين فإن اتفاقيات السلام التي وقعتها الحكومة الشرعية مع الحوثيين تصبح ضربا من الترف".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست