[ حملة تضليل مقرها اليمن توزع أخباراً وهمية في إسرائيل والعالم العربي ]
كشفت شركة كليرسكاي للأمن السيبراني عن مواقع إعلامية مزيفة تديرها إسرائيل وجماعة الحوثي ومقرها اليمن.
وقالت الشركة في تقرير لها ترجمه "الموقع بوست"، إنها أجرت تحقيقا على هذه المواقع وتم الكشف عن حملة تضليل واسعة النطاق مقرها اليمن وتعمل منذ عام 2016.
وأشارت إلى أنه في 25 يوليو 2019، نشرت مجموعة من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً مزيفة تدعي أن امرأتين إسرائيليتين شهيرتين توفيتا، وهما الممثلة يونا إيليان والمغنية روني دالومي. نشرت هذه الحسابات القصة على صفحات وسائل الإعلام الإسرائيلية وكذلك عدد من مجموعات وسائل الإعلام الاجتماعية الإسرائيلية وعلى فيسبوك بشكل أساسي، مشيرة إلى أن كل من هذه المنشورات شاركت روابط لمواقع منافذ وسائط مزيفة.
وبحسب كليرسكي للأمن السيبراني، وهي شركة توفر حلولاً إلكترونية تركز على خدمات الاستخبارات الخاصة بالتهديدات وخاصةً للقطاع المالي والبنية التحتية الحيوية والقطاع العام وقطاع الأدوية، فإن العملية تتألف من عدة عشرات من وسائل الإعلام المزيفة، مما يؤدي إلى انتحال شخصية وسائل الإعلام العربية الشرعية من الخليج وشبه الجزيرة العربية.
يقول التقرير "على الرغم من العديد من الأخطاء النحوية والإملائية والمحتوى الشنيع، إلا أن المعلومات المزيفة أصبحت فيروسية وانتشرت بسرعة دون حسيب ولا رقيب. على الرغم من النفي الرسمي الصادر على الفور للأخبار، إلا أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً لدحضها".
يضيف "هذه المواقع تحمل العديد من أوجه التشابه مع عملية التضليل العالمية التي أجرتها إيران لمدة 7 سنوات والتي كشفنا عنها في نوفمبر 2018. علاوة على ذلك، فإن مشغلي الحملة التي تتخذ من اليمن مقراً لها يستخدمون منهجية مماثلة للعملية الإيرانية". وفقًا لذلك، يقوم كليرسكي بتقييم احتمال وجود اتصال بين هؤلاء المشغلين.
وأشار إلى أن مشغلي هذه العملية يرتبطون بالحركة الحوثية التي لديها روابط قوية مع النظام الإيراني، في حين أن هذا الاحتمال لا يزال قيد التحقيق، فمن الواضح أنه في أقل ما استلهمه المشغلون اليمنيون من العملية الإيرانية.
المحتوى باللغة العبرية إلى جانب المحتوى باللغة العربية
وتابع التقرير "في العديد من المواقع الاحتيالية (جميعها مكتوبة باللغة العربية) حددنا محتوى مزيفًا باللغة العبرية، السبب لهذا يبقى غير واضح، مشيرا إلى أن المحتوى العبري يدور حول المشاهير الإسرائيليين بينما لاحظ أن بعضه تم نسخ المحتوى من المواقع الإسرائيلية مع تغييرات طفيفة.
وأردفت "كانت العديد من المقالات المزيفة حول وفاة ممثل أو مغنٍ إسرائيلي، أثناء التحقيق، حددنا بعض المقالات القديمة التي وزعت شائعات وهمية حول محاولات انتحار ممثلين إسرائيليين والتي تحتوي على صيغة مماثلة تقريبا. فيما يلي لقطة شاشة من أحد مواقع الويب المخادعة".
وعن كيفية توزيع هذه الأخبار المزيفة، يقول التقرير إن مشغلي االشبكات الاجتماعية المزيفة استخدموا حسابات التواصل الاجتماعي، بعض هذه الحسابات لها أسماء وسائل إعلام وهمية، في حين أن الآخرين لديهم أسماء حسابات حقيقية مع تغيرات في بعض الأشياء على سبيل المثال، الأسماء العربية، مكتوبة باللغة العبرية.
وذكر أنه تم حظر معظم هذه الحسابات بواسطة تويتر وفيس بوك. ومع ذلك، فإن البعض منها لا تزال نشطة ومواصلة في توزيع الأخبار المزيفة في إسرائيل وشبه الجزيرة العربية.
فيما يتعلق بالحسابات التي توزع أخبارا مزيفة، أوضحت أنه في بعض الحالات لم يحاول المشغلون إخفاء أصول ملفات التعريف.
وقال إن عددا قليلا من اسم الحسابات الشخصية لم يتم تغييره من الاسم الأصلي باللغة العربية إلى الأسماء العبرية، بينما في حالات أخرى، لاحظنا تغييرات طفيفة وتعديلات، كما لوحظ، كل منشور يتضمن رابطًا لموقع الأخبار المزيفة.
واستدرك أن أحد الحسابات التي استهدفت إسرائيل تحدث عن حادثة إيلايت، الملف الشخصي نشر شائعات عن وفاة مزعوم ليونا إيليان إلى جانب رابط موقع وهمي لتشجيع القراء للوصول إليه، مشيرا أن هذا الحساب على سبيل المثال، نشر تعليقًا مع رابط الصفحة الرسمية للإذاعة العامة الإسرائيلية.
يمضي التقرير بالقول "عند النظر إلى الملف الشخصي للحساب، يصبح الاتصال المباشر باليمن واضحًا. والجدير بالذكر، أن الملف الشخصي يدعي أنه يعمل في "عمل خاص" المعرفة على أنها شركة يمنية من تريم في اليمن، في حين أن هذا الحساب يتظاهر أن تكون أنثى شابة، لم يقم مشغل هذا الملف الشخصي بإزالة صور الملف الشخصي الأصلية منه والتي توضح صورة رجل بالغ. وتم تحميل الصور من قبل مالك الملف الشخصي في عام 2013. إضافة إلى ذلك، الأصدقاء في الفيسبوك هم رجال بالغون من اليمن.
ويذكر الملف الشخصي أن هذه المرأة تعيش في مدينة إيلات، مثل اسمها. وفقا لذلك، ونحن نرى أن المشغل للملف الشخصي اعتمد على اسم من المدينة.
البنية التحتية الرقمية
يشير الموقع إلى أن العملية تتألف من عشرات من وسائل الإعلام المزيفة، ومعظمها يحمل أسماء مرتبطة بالخليج الفارسي.
وأوضح التقرير في لقطات الشاشة أعلاه، أن المواقع الإلكترونية تتعامل في المقام الأول مع القضايا المتعلقة بالخليج الفارسي. تجدر الإشارة إلى أن كلمة "الفارسي" لم يتم ذكرها على الإطلاق، والتي يمكن أن تشير إلى أصل العاملين.
وتقول الشركة إن أكثر الدول تغطية، بناءً على فحص العينات لدينا هي المملكة العربية السعودية واليمن، بينما الدول الأخرى كلها من شبه الجزيرة العربية. في الدائرة الثالثة حددنا إسرائيل والسلطة الفلسطينية دون أي ذكر لحماس وغيره.
كما أوضح أن أحد النماذج الغريبة التي حددناها يتمثل في أن بعض مواقع الويب تحتوي على محتوى باللغة العبرية، دون تمييز الغرض منها. سبب ذلك لا يزال غير واضح. مقالات قليلة فقط باللغة العبرية هي ذات صلة بالخليج بينما هناك مقالات أخرى هي مقالات عشوائية في العبرية.
تشير بعض المواقع الإلكترونية إلى جداول أعمال محددة. ومع ذلك، فيما يتعلق بالمحتوى العبري فإنه يبدو أنه تم نسخ المحتوى من مصادر أخرى وتم ترجمتها من لغة غير العبرية. وكانت المقالات العبرية في المقام الأول حول الموضوعات العنيفة مثل الاغتصاب وحوادث القتل.
وقال إنه تم نسخ محتوى المقالات باللغة العربية من النسخة العربية من وسائل الإعلام الشعبية مثل RT و Sputnik. تجدر الإشارة إلى أن مشغلي عملية تضليل المعلومات الإيرانية العالمية أيضًا قاموا بنسخ محتواها من وسائل الإعلام نفسها.
التشابه مع العملية الإيرانية العالمية للتضليل
وكشف التقرير أن هذه الحملة تحمل العديد من أوجه التشابه مع عملية التضليل العالمي الطويلة الأمد التي تم تنفيذها من قبل الجهات الفاعلة الإيرانية، التي كشف عنها موقع كليرسكي في عام 2018. بينما لا توجد حاليًا أي روابط تكنولوجية معروفة، إلا أن هناك تشابهًا مميزًا بين الاثنين.
وخلص التقرير إلى أن مشغلي الحملة اليمنية تأثروا بالإيرانية. وقال "إذا كان المشغلون اليمنيون هم بالفعل من الحوثيين، فهناك احتمال متوسط أن مشغلي الحملة الإيرانية قاموا بتوجيه اليمنيين بكيفية إنشاء وتشغيل نطاق واسع من عملية التضليل".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست