[ مهاجرون أفارقة محتجزين في عدن ]
قالت مجلة "إنترناشنال بوليسي دايجزست" الكورية إن المهاجرين الأفارقة في اليمن يعيشون بين سوء المعاملة والتجنيد في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام.
وأضافت المجلة -في تقرير لها ترجمه "الموقع بوست"- أنه رغم انخراط اليمن في حرب أهلية مدمرة لأكثر من أربعة أعوام ومع ذلك تستمر في اجتذاب المهاجرين الأفارقة الذين لا يدركون مخاطر السفر إلى بلد مثل اليمن.
وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، يخاطر حوالي 20 ألف مهاجر بالسفر إلى اليمن عن طريق البحر كل شهر. معظم المهاجرين من الإثيوبيين والصوماليين ويغادرون بلدانهم لأسباب اقتصادية وأمنية.
وقالت المجلة إن "الأمل في الحصول على حياة كريمة في دول الخليج يدفع هؤلاء اليائسين إلى المخاطرة بحياتهم في رحلة خطيرة عبر البحر أولاً ثم عبر مناطق النزاع في البر الرئيسي اليمني".
وأشارت إلى أن المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة تشمل الغرق والخطف والابتزاز والاحتجاز القسري.
في يناير 2018، غرق ما لا يقل عن 30 لاجئا إفريقيا قبالة ساحل اليمن بعد أن أطلق المهربون النار عليهم. تكررت القصص من هذا النوع بانتظام لسنوات.
وقال الناطق بلسان المفوضية ويليام سبيندلر في مؤتمر صحفي عقده في قصر الأمم في جنيف في أبريل من العام الماضي: "هناك تقارير عن إساءة المعاملة داخل مرافق الاحتجاز، حيث يتعرض بعض الوافدين الجدد للعنف البدني والجنسي. إن الناجين وصفوا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنهم يتعرضون لإطلاق النار والضرب المنتظم والاغتصاب للبالغين والأطفال والإهانات بما في ذلك العري القسري والإكراه على مشاهدة عمليات إعدام موجزة وحرمانهم من الطعام".
ووفقاً للهيومن رايتس ووتش، فقد قام مسؤولو الحكومة اليمنية بتعذيب واغتصاب وإعدام المهاجرين وطالبي اللجوء من القرن الإفريقي في مركز احتجاز بمدينة عدن الساحلية الجنوبية في عام 2018.
وطالب بيل فريليك، مدير حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش، من الحكومة اليمنية بوضع حد لهذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها.
يقول التقرير: "على الرغم من وعود الحكومة اليمنية، إلا أنها لم تتخذ بعد خطوات عملية لحل المشكلة أو لتخفيف آثارها. في أبريل من هذا العام، اعتقلت السلطات الأمنية في عدن مئات المهاجرين الأفارقة الذين دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية. تهدف حملة الاعتقالات إلى إعادة المهاجرين".
ويضيف: "بشكل مثير للقلق، لم تتمكن إدارات شرطة عدن من استيعاب المهاجرين بسبب أعدادهم الكبيرة وتم نقلهم جميعًا إلى ملاعب كرة القدم. وهم محتجزون ويتلقون الطعام والماء من وكالات الإغاثة بما في ذلك الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة فضلاً عن المساعدات من سكان عدن. رغم هذه الجهود المتواضعة، يواجه المعتقلون ظروفًا إنسانية وصحية سيئة".
وبحسب المجلة الكورية، فإن الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للمهاجرين الأفارقة في شمالي اليمن حيث يسيطر الحوثيون.
ووفقاً لمصادر عسكرية، هناك ثلاثة معسكرات تدريب للمرتزقة الأفارقة تديرها مليشيات الحوثيين في محافظة الحديدة الساحلية في غرب اليمن. تزعم هذه المصادر أن الحوثيين يقومون بسحب المهاجرين الأفارقة وتجنيدهم مقابل راتب شهري قدره 100 دولار.
وتابعت: "ليست المجموعة الحوثية هي الجماعة المسلحة الوحيدة التي يمكنها تجنيد المهاجرين الأفارقة"، مؤكدة أنه في عام 2011 ذكرت سي إن إن أن مصادر المخابرات تخشى من التعاون المتزايد بين حركة الشباب، وهي جماعة جهادية مقرها في شرق إفريقيا، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، بسبب العدد المتزايد من الصوماليين الذين يصلون إلى اليمن ويعيش الكثير منهم في بؤس المخيمات التي يمكن أن تكون أماكن تجنيد للحركات الإسلامية.
* يمكن الرجوع إلى المادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست