[ الصورة لناشطين منددين بمبيعات السلاح للسعودية ]
قالت مجلة بوليتيكو إن عملية كسب التأييد الهائلة للنفوذ السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت مؤخرا بالتزامن مع استعداد مجلس الشيوخ الأمريكي للتصويت على قرار يتعلق بدعم أمريكا للحرب في اليمن.
وسردت المجلة -التي ترجم تقريرها الموقع بوست- العديد من المؤشرات التي تشير إلى تراجع التأثير السعودي في أمريكا.
وأكدت أن جماعات الضغط التي كانت تعمل لصالح الرياض داخل الولايات المتحدة تراجع دورها بشكل كبير، منذ مقتل الصحافي والمعارض السعودي جمال خاشقجي قبل شهرين، وهي الجريمة التي دفعت خمس من شركات الضغط لإلغاء تعاقدها مع السعودية.
وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زار واشنطن في مارس الماضي قٌبيل التصويت على قرار في مجلس الشيوخ يطالب بسحب الدعم العسكري الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، وحث بن سلمان المجلس لمعارضة ذلك القرار.
وتضيف بأن مجلس الشيوخ يستعد للتصويت على القرار مرة أخرى دون أي حضور أو تأثير لولي العهد السعودي، معتبرة ذلك علامة على تراجع نفوذ السعودية داخل واشنطن.
بيئة غير مناسبة
وكشفت المجلة أن السفارة السعودية في واشنطن بعثت برسالة عبر البريد الإلكتروني لمكاتب مجلس الشيوخ تروج لما تقول إنه جهود إنسانية في اليمن، لكن جماعات الضغط التي كانت تعمل لصالحها توارت إلى حد كبير منذ مقتل خاشقجي.
كما أن مكاتب ثلاثة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ انضموا إلى الديمقراطيين أواخر الشهر الماضي من أجل تقديم القرار الجديد، وقالوا بأنهم لم يسمعوا من أي جماعات ضغط من أجل السعوديين قبل التصويت النهائي على مشروع القانون.
ونقلت المجلة عن كيت غولد وهي جماعة ضغط في لجنة أصدقاء التشريع الوطني وتعمل كمنظمة غير ربحية في كويكر ودافعت في السابق ضد القرار قولها بأن البيئة السابقة للترويج للمملكة العربية السعودية تراجعت.
اقرأ أيضا: مجلة أتلانتك: واشنطن تدفع أكثر مما تحصل عليه في حرب اليمن
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية خلصت لنتيجة بأن محمد بن سلمان على الأرجح أمر بقتل خاشقجي، وهو ما أثر على سمعة الرياض في أمريكا، إضافة إلى تنامي الغضب الدولي بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقال أحد المسؤولين في إدارة ترامب للمجلة شريطة عدم الكشف عن هويته إن السعوديين كانوا بطيئين في تقدير مدى تآكل موقفهم في واشنطن، ولم يفهموا مدى تأثير المشاعر داخل أمريكا بعد مقتل خاشقجي وأهمية سمعة السعودية ومصداقيتها.
لكن أحد الأشخاص المطلعين على جهود اللوبي السعودي قال للمجلة إن لدى السعوديين وعي ذاتي، ويدركون أن الدعوة المباشرة لوقف الدعم عنهم في أمريكا أكثر صعوبة من الغضب على مقتل خاشقجي.
دور إدار ترامب
وتذكر المجلة أن إدارة ترامب تعمل على دحر القرار المتعلق باليمن، والذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره وسيلة لتوبيخ السعودية، وتطرقت للتحركات التي قام بها وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس، واجتماعهما مع أعضاء في مجلس الشيوخ يوم التصويت على القرار الشهر الماضي، حيث تحدثا عن أهمية التحالف الأمريكي مع السعودية، وحذر بومبيو من أن الانسحاب الامريكي من المنطقة من شأنه أن يقوي إيران التي تدعم المتمردين الحوثيين الذين يحاربهم السعوديون، بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وتضيف: "وفي حين صوت أعضاء مجلس الشيوخ لصالح تقديم القرار لا يزال الأمر أكثر فاعلية بالنسبة للوزير ماتيس ومايك بومبيو للضغط على عدم التصويت عليه، وهي جهود يقوم بها الوزيران أكثر من أي شيء يمكن أن تفعله الحكومة السعودية، كما قال الشخص المطلع على جهود جماعات الضغط السعودية".
وكشفت المجلة بأن السفارة السعودية بذلت بعض الجهود المحدودة لصقل صورة المملكة بين أعضاء مجلس الشيوخ عن طريق إرسال بريد إلكتروني لموظفي مجلس الشيوخ، وفي إحدى الرسائل التي تم إرسالها الأسبوع الماضي والتي حصلت عليها المجلة جاء فيها أن "مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية يبذل جهودا كبيرة للحد من المخاطر المرتبطة بالألغام الأرضية التي زرعت بشكل عشوائي في اليمن من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران".
اقرأ أيضا: جاست سيكورتي: يجب محاسبة أمريكا والإمارات على شراكتهما في مكافحة الإرهاب باليمن
وتشير إلى أن جماعات الضغط لصالح السعوديين تبذل المزيد من الجهود الجوهرية للمساعدة في عرقلة القرار الخاص باليمن، لكن ذلك -وفق المجلة- لم يثنِ كثيرا من الأعضاء في مجلس الشيوخ عن المضي في التصويت لصالح القرار، وتنقل عن أحد العاملين في مجلس الشيوخ قوله بأن الصوت الوحيد الذي كان يدعم السعوديين في هذه المرحلة هو الإدارة، في إشارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
دور اللوبي سابقا
وتذكر المجلة بدور جماعات الضغط التي تعمل لصالح السعودية في الولايات المتحدة، ومن ذلك تأثير تلك اللوبيات على عدم التصويت على القرار الخاص باليمن المرة الماضية، وتكشف أن أحد أعضاء جماعات الضغط التي تمثل السعودية قام بالاتصال عبر البريد الإلكتروني مع 12 عضوا لمناقشة القرار، وبعث عبر البريد الإلكتروني رسائل لعشرات من أعضاء الكونجرس يدعوهم لتناول العشاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته السابقة.
كما أشارت المجلة إلى أن السعودية قامت باستعراض عضلاتها في واشنطن من خلال إنفاق ملايين الدولارات لدفع حملة شاملة في عام 2016 تهدف لإجهاض التشريعات التي تسمح لعائلات ضحايا هجمات الـ11 من سبتمبر بمقاضاة المملكة.
وكشفت أيضا أن جماعات الضغط لصالح السعودية احتشدت خلال العام الماضي للعمل ضد دولة قطر بعد فرض الحصار عليها من السعودية، فيما سارعت قطر إلى توظيف شركات ضغط في واشنطن لمواجهة الشركات التي احتفظت بها المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت.