[ مرتزقة أمريكيين مع ضباط إماراتيين ]
طالب موقع جاست سكيورتي باخضاع التعاون الأمريكي الإماراتي لمكافحة الإرهاب باليمن للمحاسبة والتقييم، مؤكدا وجود انتهاكات جرى رصدها في هذه الشراكة التي تمتد منذ تدخل التحالف العربي في اليمن مطلع العام 2015م.
ورصد تحليل للموقع الذي يتبع جامعة هارفارد الأمريكية وأعده لوك هارتج عضو هيئة التحرير في الموقع العديد من أوجه الانتهاكات التي قال إن الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة ارتكبتاها داخل اليمن، وجعلت أمريكا تبدو متواطئة أخلاقيا في الأعمال السيئة التي ترتكبها الإمارات في اليمن، وفق تعبيره.
وقال الموقع الذي ترجم ما نشره للعربية الموقع بوست إن الشراكة العميقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشريكة في الحرب اليمنية خلال العامين الماضيين تثير أسئلة صعبة حول المتانة والأخلاقيات للحرب بالوكالة في اليمن خاصة عندما "لا يشارك شركاؤنا أهدافنا أو قيمنا بشكل كامل".
وأشار إلى أن هذه الشراكة بدأت في أول إجراء للرئيس دونالد ترامب حول مكافحة الإرهاب بمجرد توليه منصبه، حيث عمل على الضغط في اليمن من خلال الانخراط في الشراكة مع الإمارات العربية المتحدة، وخلال الأسبوع الأول من عمله في البيت الأبيض أجاز غارة أمريكية إماراتية مشتركة في اليمن انفجرت وخلفت وراءها مقتل ضابط البحرية ريان أوينز، ومقتل العديد من المدنيين اليمنيين.
وذكر أن الغارة أثارت نتائجها أسئلة جدية حول كيفية إدارة الإدارة الجديدة لنشر عمليات مكافحة الإرهاب، وعرج في تقريره إلى عملية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة في أبريل/نيسان من العام 2016م، معنبرا ذلك الحدث عمق التعاون الإماراتي الأمريكي، مضيفا بأن العام 2018 شهد استمرار العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمستويات أقل مما كانت عليه في عام 2017، وقال إن استمرار التعاون بين الدولتين اتبع نفس قواعد اللعبة، حيث استمر الدعم التشغيلي للإماراتيين والشركاء المحليين الذين يقاتلون على الأرض واستهدفوا بالضربات الجوية زعماء الإرهاب الرئيسيين.
اقرأ أيضا: تحقيق لوكالة أسوشيتدبرس يكشف فظائع ووحشية يمارسها الحوثيون بحق السجناء (ترجمة خاصة)
وأكد الكاتب الذي يعمل أيضا كمدير تنفيذي لمبادرة علوم الشبكة في مجلة (National Journal) وزميل في برنامج الأمن الدولي في أمريكا الجديدة أن الولايات المتحدة حققت أحد أكبر انتصاراتها المضادة للإرهاب على الإطلاق في اليمن، عندما قتلت غارة أمريكية إبراهيم العسيري صانع القنابل الرئيسي المحير للغاية، الذي كان وراء مؤامرات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لإسقاط شركات الطيران الأمريكية. ووصف نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايكل موريل وفاة عسيري الذي ظلت تراقبه الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمان بأنها أهم وفاة إرهابية منذ أسامة بن لادن.
وقال إن القصة الشاملة لعمليات مكافحة الإرهاب في اليمن هي قصة نجاح حذر وسط الكارثة الأوسع للحرب الأهلية في البلاد وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية فيه، مردفا بالقول: "ومع ذلك عند تقشير الغطاء على هذه الإنجازات تظهر مخاوف أخلاقية وقانونية كبرى حول كيفية تحقيقنا لها".
وقال الموقع إن الشقوق في تعاون أمريكا والإمارات في مكافحة الإرهاب باليمن بدأت أواخر ربيع عام 2017 عندما ظهرت تقارير تفيد بأن الإماراتيين في شرق اليمن كانوا متورطين في الاعتقال العشوائي والتعذيب النشط للمحتجزين كجزء من جهودهم الأوسع لمكافحة الإرهاب في المنطقة، معتبرا أن هذه التقارير أثارت أسئلة جدية حول حجم القوات الأمريكية على الأرض، بالإضافة إلى رؤسائهم في فلوريدا وواشنطن العاصمة الذين عرفوا عن الانتهاكات، وما إذا كانوا قد فعلوا أي شيء ذي معنى لوقفها.
ومن تلك التقارير أيضا –وفق الكاتب – ما نشره موقع (بازفيد) في أكتوبر الماضي حول استئجار الإماراتيين مقاولين بما فيي ذلك قوات العمليات الخاصة الأمريكية السابقة لتنفيذ عمليات قتل مستهدفة للإرهابيين في جنوب اليمن مما أثار مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية.
وأضاف: "ورغم كل التحديات التي واجهها الإماراتيون في حكم جنوب وشرق اليمن لم يعاود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الظهور من جديد، وقد يكون السبب في ذلك الفعالية التشغيلية الإماراتية، لكن التقارير من آب (أغسطس) تثير بديلاً وأكثر إثارة للقلق لتفسير هذا الأمر".
واستشهد على ذلك بما نشرته وكالة أسوشيتد برس ومركز بوليتزر بأن الإماراتيين والسعوديين عقدوا صفقات مع القاعدة من أجل الاستفادة منها في القتال ضد الحوثيين، ويشمل ذلك دفع بعض المال لترك المدن والبلدات الرئيسية، وترك الآخرين يخرجون بالأسلحة والمعدات والأموال التي نهبوها من قبل، وجرى تجنيد مئات آخرين للانضمام إلى التحالف العربي.
وقال معلقا: "إن الادعاءات بأن شريكًا أمريكيًا يمكن أن يكون متحالفاً مع القاعدة كان من المفترض أن يهتز له المرء، ومع ذلك وسط الفظائع اليومية الكبيرة لليمن فإنه بالكاد سُجل على أنه ضجة"، ويواصل: "مع هذا النبأ المستمر من الأخبار المقلقة نحن الآن وجها لوجه مع مخاطر الحرب بالوكالة، حتى مع الشركاء الذين يظهرون كفريق عملي مثل فريق الإماراتيين".
اقرأ أيضا: خبراء دوليون: جنوب اليمن"برميل بارود" على وشك الانفجار (ترجمة خاصة)
وأكد الكاتب -الذي عمل أيضا مدير أول سابق لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، ونائب مدير سابق لعمليات مكافحة الإرهاب في مكتب وزير الدفاع أن مجموعة التقارير حول الإماراتيين في اليمن تشبه إعادة صياغة الجدل الرئيسي حول مكافحة الإرهاب بعد 11 سبتمبر، وهي الممارسات التي توقفت معظمها على الأقل بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرا إلى المزاعم المتعلقة بالاحتجاز تثير أسئلة مألوفة حول تواطؤ الولايات المتحدة في عمليات الترحيل السري والمواقع السوداء والتعذيب.
وذكر إن الاستخدام المحتمل للمرتزقة في منطقة حرب من قبل الإمارات يعيد إلى الأذهان أيام "بلاك ووتر" المتجولة في العراق مع الإفلات الفعلي من العقاب.
وقال بأن احتمال قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بقطع صفقات مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية يذكر بالتعامل الباكستاني المزدوج مع حركة طالبان، معتبرا أن كل شهر يمر لا تقدم فيه الحكومة الأمريكية أي تفسير علني لشراكتها مع الإماراتيين، أو كيف نتحرر من أسوأ انتهاكاتها، فإننا نعود إلى الأيام المبكرة للحرب العالمية على الإرهاب.
وطالب الموقع الكونغرس بالضغط على إدارة ترامب لمراجعة الاستخدام الإماراتي المرتقب للمرتزقة الأمريكيين، وما إذا كان هذا ينتهك القانون الأمريكي، كما طالب اللجان الرئيسية أن تنظر في تقارير الصفقات التي يتم قطعها مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وبالذات ما إذا كان أي دعم من هذا القبيل ينتهك قوانين الولايات المتحدة أو سياساتها التي تحظر دعم الإرهاب، كما طالب الكونجرس بالعمل الجاد لمنع التجاوزات المستقبلية من الإمارات والشركاء الآخرين، بما في ذلك من خلال استعدادهم لإعادة تشكيل أو تعليق أو قطع تلك الشراكات حسب الحاجة.
كما طالب الموقع الكونغرس بأن يحث الإدارة على تحقيق أقصى قدر من الشفافية حول حرب مكافحة الإرهاب في اليمن، مؤكدا أنه في ظل غياب خطوات الإدارة الإيجابية في هذا الاتجاه يجب على الكونغرس الإفراج عن حساباته الخاصة حول جهود مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة.
وأكد أن مثل هذا التحرك نحو الشفافية العامة من شأنه أن يستكشف المعايير القانونية والسياسية التي تحد جهودنا ويحاسبنا على أي أعمال سيئة قد تكون قد وقعت للأسف تحت مراقبتنا، واستدرك بالقول: "لكن يجب أن توضع في السياق المناسب للشعب الأمريكي والعالم ما نقوم به في اليمن ولماذا نضع شعبنا في طريق الأذى سعيا وراء أهدافنا".
إقرأ أيضا: الجارديان: سلاح أمريكي وبريطاني يتسرب لتنظيمات متشددة في اليمن (ترجمة خاصة)
وقال الموقع بأنه لا ينبغي أن تركز زيادة المساءلة والشفافية على تقويض الدعم لجهود مكافحة الإرهاب في اليمن، مؤكدا أنه بالنظر إلى التهديدات التي شهدناها على مدى السنوات التسع الماضية، وتاريخ عودة القاعدة من جديد بعد التراجع السابق في اليمن لا يسعنا أن نبعد عن عيوننا التهديدات الإرهابية في اليمن.
وأشار إلى أن الوقت قد حان لتقييم الجهود التي بذلناها مع شركائنا، وتوضيح هدفنا، والالتزام علنا بإجراء حملة مكافحة الإرهاب هذه على مستويات عالية من المساءلة التي أصبحت تعرف بها العمليات الأمريكية منذ نهاية إدارة بوش.
وأردف بالقول "في الواقع وبالنظر إلى انعدام الثقة المتزايد في التحالف الذي تقوده السعودية ودعوة الولايات المتحدة إلى الانسحاب من الحرب الأهلية في اليمن، والتي من المؤكد أنها ستختلط مع عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية المنفصلة التي تجري هناك فإن هذا الدرس له أهمية أكثر من أي وقت مضى".
*للعودة للمادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.