[ اتهامات للإمارات بالسعي للسيطرة على الموانئ والسواحل الإسترتيجية في اليمن ]
اتهم معهد lowyinstitute)) الدولي، الإمارات العربية المتحدة المشاركة ضمن التحالف العربي بالسعي للسيطرة على الموانئ والسواحل الإستراتيجية لليمن.
وبحسب تقرير المعهد الذي نشره على موقعه الرسمي وترجمه "الموقع بوست" فإن "عدد اليمنيين الذين ينظرون إلى الإمارات على أنها قوة احتلال وأجندة لتقسيم البلاد يزداد من خلال دعمها للعناصر المسلحة المحلية، وترسيخ النفوذ على الاقتصاد، والحفاظ على السيطرة على الساحل الإستراتيجي".
وقال التقرير الذي أعده الباحث ألكسندر هاربر - محلل في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية- "إن الكثيرين من اليمنيين يعتقدون أن مشاركة الإمارات جزء من مؤامرة استعمارية جديدة للسيطرة على القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية، مما يضمن استمرارية وهيمنة الموانئ الخاصة بها في المنطقة".
وأضاف المعهد في تقريره، أن "إجراء مسح سريع للقواعد العسكرية لدولة الإمارات في المنطقة لا يفعل الكثير لتبديد ذلك، مع وجود قوي في الصومال وأريتريا وجيبوتي، بالإضافة إلى اليمن نفسه".
وتابع "لقد عملت دولة الإمارات بجهد بالغ لدفع صورة عن نفسها كحليف غربي رئيسي في المنطقة من خلال دورها في محاربة التطرف في اليمن وإزالة التهديد الحوثي للملاحة الدولية في ممر باب المندب بين البحر الأحمر وخليج عدن".
وأشار إلى أن الهجوم المدار بنجاح في الحديدة هو مفتاح هذا الأمر، مما يدل على أن دولة الإمارات تستطيع تنفيذ عمليات عسكرية معقدة للحفاظ على الأمن في واحدة من أكثر الممرات المائية ازدحاما وأكثرها إستراتيجية في العالم.
وحول مواجهة الانتقادات الدولية المتصاعدة داخل المجتمع الدولي، قال المعهد، إن "الإمارات تعمل بجد لتهدئة المخاوف الدولية بشأن الأثر الإنساني للهجوم على الحديدة، وتراوحت هذه الضمانات بين تأكيدات متكررة بأن الميناء سيبقى مفتوحاً، والالتزامات الكبيرة للمساعدات الإنسانية ، فضلاً عن حملة الدعوة المستمرة"، حسب التقرير.
ورداً على ذلك -حسب التقرير- أعطت الولايات المتحدة ما وصف بأنه "ضوء أصفر" لحملة الحديدة، فهي لا تعارض الهجوم ، لكن طلب منها أن يبقى الميناء مفتوحًا، كما عجزت الولايات المتحدة عن تقديم نوع المساعدة التقنية التي طلبتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب في الولايات المتحدة هي التي استخدمت حق النقض (الفيتو) في الأساس لمحاولة إطلاق الحملة في أوائل عام 2017 من خلال رفضها تقديم المساعدة المتخصصة اللازمة للقوات المدعومة من الإمارات لتنفيذ هجوم برمائي على الميناء - إلى حد كبير بسبب التهديد من مناجم الحوثي البحرية وصواريخ أرض - بحر.
وأشار المعهد إلى أن الإمارات تعمل بجد أيضًا لجعل الحكومة اليمنية في طليعة، وقد تم مؤخراً استدعاء هادي وأعضاء مقربين منه إلى الإمارات، وبعد ذلك سُمح لهدي هادي نفسه بالعودة إلى عدن للمرة الأولى منذ أكثر من عام، وقال "يبدو أن الانتقادات من حكومة هادي في الإمارات قد خفّفت بشكل ملحوظ".
وتطرق المعهد إلى إطلاق سراح السجناء من السجون التي تديرها دولة الإمارات في المحافظات الجنوبية.
وحول تداعيات الهجوم على الحديدة ، وإدارة دولة الإمارات علاقاتها الداخلية في اليمن، قال التقرير إن "الأمر يتضح أكثر فأكثر وأصبح دور الإمارات في اليمن أكثر تعقيدًا وإشكالية، وهذا –حسب التقرير- يعقد دوره كشريك (إسبارطة الصغيرة) الصديق للغرب في المنطقة".
ووصف المعهد ، التقرير الذي نشرته وكالة أسوشيتد برس بشكل خاص عن إساءة المعاملة والتعذيب من قبل قوات مدعومة من الإمارات في عدد من السجون اليمنية، بالمفزع وقال إنه أضاف طبقة محبطة أخرى لمعاناة الصراع من المعاناة الإنسانية".
وقال إن هذا التقرير يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة لدولة الإمارات في اليمن، وهي حالياً الداعم الرئيسي لحملة كبيرة لحكومة اليمن على الساحل الغربي ضد ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وتابع "إن تقرير وكالة أسوشييتد برس ، رغم أنه صادم للعديد من القراء الغربيين ، ليس جديدًا بالنسبة للكثير من اليمنيين. قامت العديد من منظمات حقوق الإنسان والإعلام بالانتهاك من قبل القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة في جنوب البلاد على مدى الاثني عشر شهراً الماضية.
وأردف "ما هو مهم هو أن التقرير أحدث وأبرز مظاهر ردة فعل متصاعدة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة حول دورها في اليمن - وهو ظاهريًا لدعم الحكومة اليمنية في حربها الأهلية ضد الحوثيين ، ولكن يبدو أنها تظهر بشكل متزايد السيطرة السياسية على المدى الطويل والتأثير على أي دولة يمنية مستقبلية ، أو دول.
وقال "لا يقتصر الاستياء المتزايد ضد الإمارات على دورها في السجون والمواقع السوداء، على مدى الأشهر القليلة الماضية" ، مشيرا إلى أن الامارات شاركت في العديد من المواقف بسبب تجاوزها المدرك لدعم العناصر المسلحة في الجنوب.
ولفت إلى أن الإمارات أنشأت القواعد العسكرية في الجزر اليمنية، مثل سقطرى، والسيطرة على الموانئ اليمنية، ولا سيما عدن، وقال إن "انتشار الإمارات في سقطرى كان محيراً بشكل خاص، نظراً لأن الجزيرة كانت سلمية طوال النزاع الحالي، وكانت بعيدة كل البعد عن الخطوط الأمامية" -حسب التقرير.
----------------------------------
*ألكسندر هاربر محلل في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية. يعمل حاليًا في بيروت ، لبنان ، حيث أكمل شهادة الماجستير في السياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
* معهد لوي، وهو مركز أبحاث مستقل غير حزبي يقع مقره في سيدني، يهتم بنشر التعليقات والتحليلات اليومية حول الأحداث الدولية.
*يمكن العودة للمادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.