قال موقع جاست سكيورتي  إن "تقاعس مجلس الأمن الدولي عن فرض قراره لا يشجع على تهريب الأسلحة الإيرانية في المستقبل فحسب إلى مليشيات الحوثي باليمن، بل يعزز أيضا افتراض الحوثيين بأنه لا يتعين عليهم التفاوض".
 
وأضاف الموقع في تقرير له ترجمه "الموقع بوست": "عندما يضمن المجتمع الدولي أن الصواريخ الإيرانية لم تعد تصل إلى اليمن، فقط،  سيضطر الحوثيون إلى الجلوس على الطاولة والانخراط بفعالية في محادثات السلام، مشيرا إلى أن يحدث ذلك، ستستمر الحرب وستزداد أسوأ أزمة إنسانية في العالم سوءاً.
 
وتابع التقرير "سيسافر الحوثيون لإجراء محادثات، وسوف يجلسون على طاولة واحدة، وسوف يستمعون، إنهم يريدون الاعتراف بهم كحكومة، لكنهم لن يقدموا أي شروط مضادة ولن يدخلوا في مفاوضات، السبب ببساطة  - حسب التقرير - هو أنهم لا يعتقدون أنهم مضطرون لذلك".
 
وأشار إلى أن الحوثيين يعتقدون أنهم في وضع أقوى وأنه بإمكانهم انتظار خروج السعودية، فعلى أرض الواقع، هم يسيطرون على العاصمة صنعاء ومعظم ما يمر للمؤسسات الحكومية في الشمال، كما يسيطرون على جزء كبير من الأراضي المرتفعة في اليمن.
 
وقال التقرير إن الحوثيين تحت ضغط ولكن ضئيل، ومع الاستثناءات القليلة، -حسب التقرير-  كانت القيادة العليا للحوثيين معزولة إلى حد كبير عن كل من الغارات الجوية والنقص الذي تسببت به هذه الحرب. والواقع أن العديد من قادة الميليشيات التابعة لهم يجنون الأموال وذلك عن طريق التحكم في تجارة السوق السوداء المربحة.
 
وذكر التقرير فشل عقوبات الأمم المتحدة المصممة للضغط على صانعي القرار من الحوثيين - يعتمد برنامج العقوبات في اليمن على تجميد الأصول وحظر السفر-  لكن الحوثيين الثلاثة الذين أجازهم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليس لديهم حسابات مصرفية دولية ولا يسافرون إلى الخارج. والعقوبات في اليمن لا معنى لها.
 
والثلاثاء الماضي، قامت وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على خمسة مسؤولين إيرانيين بتهمة تهريب الصواريخ البالستية إلى اليمن، والتي انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي. هذه ليست سوى أول خطوة لكنها الأهم، ومن المرجح أن تكون هناك خطوات عديدة نحو ضمان عدم وصول الصواريخ الإيرانية إلى اليمن.
 
وحول العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على إيران  قال موقع جاست سكريتي "من المرجح أن يرى العديد من المراقبين العقوبات كجزء من رغبة إدارة ترامب في عزل ومعاقبة إيران بعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة في وقت سابق من هذا الشهر، ربما يكون ذلك صحيحاً ولكن أيضاً في الوقت نفسه ستستمر الحرب في اليمن طالما أن إيران تقوم بتهريب صواريخ إلى البلاد، مما يوفر سلاحاً حاسماً للحوثيين الذين يقاتلون التحالف الذي تقوده السعودية.
 
وقال التقرير إن "قطع هذا الدعم من الصواريخ يعتبر أمر حيوي لعزل الحوثيين وإجبارهم على التفاوض".
 
وأوضح التقرير أن ما يهم الحوثيين هو الدعم الإيراني، وخاصة الصواريخ الباليستية الإيرانية المهربة، في يناير / كانون الثاني، وجد فريق الخبراء المعني باليمن، الذي كنت أعمل فيه (كاتب التقرير)، إيران في حالة عدم امتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحظر توريد الأسلحة إلى الحوثيين.
 
لكن –حسب التقرير- فإن مجلس الأمن أخفق في اتخاذ أي إجراء أو مساءلة لإيران عن هذا الانتهاك، وبدلاً من ذلك، وبعد استخدام الفيتو الروسي، لم يكن بوسع المجلس أن يوافق إلا على التمديد التقني، لافتا إلى أن صياغة القرار وإطار المفاوضات، وكل شيء ظل كما كان في العام السابق، كما لو أن إيران لم تكن مذنبة بعدم الامتثال.
 
وتطرق التقرير إلى أنه خلال السنتين الماضيتين، ومن خلال مراقبة برنامج العقوبات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الموجه لليمن، خلال ذلك الوقت استنتاجاتنا يمكن تقسيمها إلى ثلاث نقاط بسيطة: الأولى لقد انتهكت جميع الأطراف القانون الإنساني الدولي، والثانية العقوبات لا تعمل، والثالثة ليس هناك حل عسكري للصراع.
 
وقال إن الحل الدبلوماسي ممكن لكن فقط إذا وافق الطرفان الرئيسيان في الصراع، وهما التحالف بقيادة السعودية والحوثيين، على التفاوض بحسن نية، ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك، حسب التقرير.
 
وأضاف أنه بدلاً من ذلك، كان هناك خدع في السلام بينما كانت تستمر الحرب وتدمر سكان اليمن المدنيين
 
وأردف "ما نسميه الحرب في اليمن هو في الواقع ثلاثة حروب منفصلة ولكنها متداخلة: حرب أهلية، حرب إقليمية، وحرب ضد الإرهاب، لكن الحرب الإقليمية هي المفتاح، هذه هي الحرب التي تضم تحالفًا عربيًا تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة وتدعمه الولايات المتحدة وأسلحتها ومخابراتها ضد مجموعة تُعرف باسم الحوثيين الذين يتلقون الدعم، بما في ذلك الصواريخ الباليستية المهربة، من إيران.
 
واستدرك التقرير "عسكرياً، لدى التحالف السعودي ثلاثة خيارات أساسية متبقية، الانسحاب بالكامل وترك الحوثيين مسيطرين، مما يعطي الانقلاب شرعية، يمكن للتحالف أن يضيف عدداً هائلاً من القوات البرية في اليمن بسبب الحرب البرية الطويلة والدموية التي لا تضمن النجاح، أو يمكنه أن يفعل ما كان يفعله طوال السنوات الأربع الماضية في القيام بضربات جوية مع الأمل في الحصول على نتيجة مختلفة".
 
وبحسب التقرير فإنه لا شيء من هذه الخيارات مقنعة أو من المحتمل أن تفعل الكثير لإنهاء الحرب التي تكلف السعودية مليارات الدولارات شهرياً وتدمر اليمن لأجيال قادمة.
 
وقال "إن ذلك يعني عدم وجود خيارات عسكرية قابلة للتطبيق، ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية وشركاءها في التحالف سيجلسون ويتفاوضون ويسوون الأمر لكن الحوثيين لن يفعلوا ذلك، وهذا هو الخلل الرئيسي الذي يطيل الحرب".
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
* Just Security هو منتدى يهتم بالتحليل الدقيق لقانون وسياسة الأمن القومي الأمريكي.
 
*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
                               
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.