أعلن توقيع مشروع تعاون مشترك في مجال الفضاء بين وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومؤسسة قطر، يهدف إلى صياغة مشروع قمر صناعي علمي سيقوم برسم خرائط للمياه الجوفية، ودراسة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي للأرض، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
ويرمي المشروع إلى فهم الموارد المائية وآثار التغير المناخي من ارتفاع منسوب البحار على المناطق الصحراوية والجافة والتي تشمل شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا.
وتهدف المرحلة الأولى إلى وضع تصميم المركبة "OASIS" وتعني الواحة والأجهزة الملحقة بها، وإعداد خطة للإطلاق أواخر عام 2025 بالتزامن مع الدورة المنخفضة للحركة الشمسية، وذلك بعد أن يتم استكمال المراحل المختلفة للمشروع.
وبحسب الاتفاقات الدولية المعلن عنها رسميًا على موقع ناسا، يعد هذا الاتفاق -الذي يحمل الرقم 668- أول اتفاق مشترك بين ناسا وبلد عربي بشأن تصميم مركبة فضاء خاصة بهذه الدراسات المناخية.
ويشارك في هذه الدراسة معمل الدفع النفاث بوكالة ناسا، بالتعاون مع الباحثين في جامعة حمد بن خليفة عضو مؤسسة قطر، تحت إشراف د. عصام حجي رئيس المشروع.
وقال د. حجي للجزيرة نت إن هذه أول مهمة مخصصة بالكامل لدراسة المناطق الصحراوية والجافة والتي لا يعرف بشكل كامل مدى تفاعلها مع التغيرات المناخية بالعقود القليلة القادمة التي تعصف بمناطق عديدة شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
وستسهم البيانات للمركبة "OASIS" في جمع معلومات فريدة عن أماكن وخواص المياه الجوفية على عمق 50 مترًا من سطح الأرض، وقياس التغيرات في سُمك الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي لتحديد دورهما في ارتفاع منسوب المحيطات الذي يهدد مناطق عديدة حول العالم وخاصة المناطق الصحراوية المنخفضة، مستخدمة تكنولوجيا التصوير بالرادار.
وعاد حجي ليشير إلى أنه -في خلال العامين القادمين- سيتم تطوير تصميم جهاز التصوير الراداري المنخفض الترددات، على هذه المركبة، حتى يمكن القيام بهذا المسح، وهي مهمة صعبة نتيجة وجوب تطوير واستخدام هوائيات رادارية بحجم بضعة عشرات الأمتار التي من الصعب وضعها على مركبات مدارية قريبة من الطبقات العليا للغلاف الجوي الكثيف للأرض.
ولذلك يستحدث المشروع تصميما فريدا، وليس استنساخا لتجارب مشابهة أطلقت مسبقا على القمر والمريخ، وفق د. حجي.
وتم الإعلان عن المشروع تزامنا مع مؤتمر التعاون القطري الأميركي، المنعقد في واشنطن، بمشاركة وزراء الخارجية والتعليم وقيادات أخرى من الولايات المتحدة وقطر.
ويأتي المشروع تتويجًا لجهود بدأت منذ 10 سنوات شملت دراسات وتعاونات عدة في الكويت وعمان والمغرب وتونس.
وأبرمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومتاحف قطر، الأربعاء الماضي 3 اتفاقيات مع مؤسسات أميركية، للتعاون والشراكة في المجالات التعليمية، والبحوث ذات الصلة بالمياه والتغير المناخية والرياضة، والحفاظ على التراث، حسبما ذكرت الوكالة الرسمية.
وتضمنت الاتفاقيات الإعلان عن مشروع التعاون بين مؤسسة قطر و"ناسا". ومن المقرر أن يعمل باحثون من برنامج علوم الأرض التابع لمختبر الدفع النفاث التابع للوكالة، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، على مشروع تصميم المهمة البحثية لدراسة المياه الجوفية بالمناطق الصحراوية وسُمك الطبقات الجليدية بالمناطق القطبية. وتعد الصحراء الرملية والمناطق الجليدية الأماكن الأكثر جفافًا في العالم.