أحد أشهر مواقع الشبكات الاجتماعية الذي فرض نفسه بقوة ضمن وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل جعل من "التويتات" أو "التغريدات" أحد مصادر المعلومات الرئيسة غير الخاضعة للرقابة لأحداث مهمة في العالم.
التأسيس
أنشئ تويتر يوم 21 مارس/آذار 2006 من قبل المبرمج ورجل الأعمال الأميركي جاك دورسي، بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بمساهمة إيفان ويليامز ونوح غلاس وبيز ستون، حيث انطلق في البداية كمشروع بحثي من قبل شركة "أوديو" الأميركية، وظل استعماله محصورا بين موظفي الشركة قبل أن يتم إطلاقه رسميا للجمهور في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام.
وبعد نجاحه، قامت الشركة في أبريل/نيسان 2007 بفصل هذه الخدمة الجديدة عنها ليصبح موقعا مستقلا باسم شركة جديدة تحت اسم "تويتر" (التغريدة أو الزقزقة) تشبيها لأصوات الهواتف عند التواصل، وبشعار العصفورة المميز.
الوظيفة
يقدم الموقع خدمة مجانية تسمح للمستخدمين بإرسال تحديثات على ملفاتهم الشخصية واستقبال تحديثات متابعيهم وأصدقائهم، أو غيرها من الرسائل والمعلومات في رسائل قصيرة تسمى "تويت" لا يزيد طولها عن 140 حرفا، أو برامج المحادثة الفورية، أو من خلال عدة تطبيقات كـ "تويت بيرد" أو "تويت تيريفك" أو "تويتر فوكس".
ويمكن أن ينشر الـ "تويت" على حساب المستخدم على الموقع أو كرسالة نصية قصيرة على الهاتف أو على برنامج محادثة سريعة، يستطيع أصدقاء المستخدم ومتابعوه استقباله على صفحاتهم الخاصة أو عند زيارة ملف المستخدم، كما يمكن استقبال الردود والتحديثات على البريد الإلكتروني.
ويعتبر "تويتر" موقعا مفتوحا يكفي التسجيل فيه لاستخدامه والاستفادة من خدمات الرسائل القصيرة التي يوفرها عبر أرقام خمس بوابات، أربع منها خاصة بـ الولايات المتحدة وكندا والهند ونيوزيلندا، والخامس هو الرقم الدولي، ويضاف إليها رقم خاص بمستخدمي شبكة فودافون بالمملكة المتحدة.
الهيكلة
يوجد مقر تويتر الرسمي في سان فرانسيسكو، ويتوفر على 25 مكتبا في أنحاء العالم، وبلغ عدد مستخدميه 302 مليون شخص، وعدد الموظفين بالشركة 3900 فرد، في حين ناهزت مداخيله مبلغ 1.4 مليار دولار.
ويتكلم "تويتر" 16 لغة من بينها العربية، التي انطلق العمل بها منذ مارس/آذار 2012، ويملك الكثير من المشاهير والشخصيات العامة حسابات على الموقع تجعلهم قادرين على التواصل مع العالم خارج الإطار الرسمي.
أحداث
استخدم كوسيلة هامة لإطلاع العالم على تطورات أحداث سياسية هامة بعيدا عن مقص الرقابة خصوصا في أحداث عاشتها تونس وإيران ومصر، إضافة إلى استخدامه بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
ولعب أيضا دورا فعالا في نقل أحداث كوارث طبيعية في عدة مناطق كـ هاواي وتشيلي، حيث نبه بعض الخبراء إلى أنه يمثل -على غرار مواقع الصور والخرائط- أداة فعالة في أوقات الطوارئ أكثر من أي وسيلة حكومية أو إعلامية تقليدية.
صعوبات
واجه الموقع صعوبات كثيرة بالنصف الأول من عام 2008 تمثلت في توقفه عدة مرات عن العمل بسبب عجزه عن متابعة النمو السريع لمستخدميه تارة، أو لتوقف خوادمه وضعف قواعد بياناته تارة أخرى.
وقد بلغ الأمر أن أوصى مهندسوه بتغيير بعض الخدمات أو إيقافها مؤقتا أو نهائيا، مما اضطر تويتر إلى سحب خدمة الرسائل القصيرة المجانية من مستخدميه في المملكة المتحدة.
وكانت بعض هذه الصعوبات ناتجة عن مشاكل تتعلق بأمان شبكة تويتر نفسها، إذ اكتشف بعض المستخدمين أن حساباتهم يمكن استخدامها عن طريق القرصنة، بسبب اعتماد تويتر على أرقام الهواتف التي تصل عليها الرسائل القصيرة.
وقد عالج الموقع هذه المشكلة بتقديم رقم سري يستطيع المستخدم استعماله للحفاظ على سرية رقمه، وإن لم يحل ذلك كل المشكلات المتعلقة بأمان الشبكة.
وعلى غرار باقي الشبكات الاجتماعية، يطرح المنتقدون تخوفات بشأن مصير معلومات وخصوصيات ملايين الأفراد المستخدمين التي تقع بأيدي موظفي هذه الشبكات، خصوصا من إمكانية استغلال هذه الشبكات من قبل أجهزة الاستخبارات.