[ البطارية هي السبب الرئيسي لصعوبات بدء الدوران في الشتاء ]
تعد البطارية أهم أجزاء السيارة لحظة إدارة المحرك؛ فهي تمد بادئ الحركة بالتيار اللازم لدوران المحرك، وكذلك المصابيح والأحمال الكهربائية الأخرى بما تحتاجه من تيار أثناء توقف المحرك أو عند دورانه بسرعات منخفضة. وفي الماضي كانت عملية استبدال بطارية السيارة فور تعطلها أمراً سهلاً، ولكنها اليوم تحتاج إلى متخصصين بسبب التقنيات، التي يتم تجهيز السيارات الحديثة بها.
ولأهمية هذا الدور وعدم قدرة محرك البنزين أو الديزل على بدء الدوران عند توقف البطارية عن إمدادهما بالتيار اللازم لبدء الدوران، يُنصح باتخاذ بعض الإجراءات للمحافظة على البطارية وإطالة عمرها قدر الإمكان.
صوت "طقطقة"
وقال إيبرهارد مايسنر من شركة جونسون كونترولز المنتجة للبطاريات إن التحدي الأصعب للبطارية يكون في فصل الشتاء والأوقات الرطبة من العام. وفي البداية يعتبر إصدار صوت "طقطقة" عند بدء الدوران من الإشارات غير الجيدة؛ حيث يعد ذلك دليلاً على فراغ شحن البطارية أو وجود عطل ما بها.
من جانبه، قال هايكو فولفرام من نادي السيارات الألماني ADAC إنه لا يوجد نظام فحص يوضح بنسبة مائة بالمائة أن البطارية بها عطل أو لا، فقد يتسنى للمرء تكوين فكرة عن الجهد، على عكس السعة، والتي قد لا تعرف إلا من خلال زيادة خزان التيار وتفريغ الشحن بتقنيات خاصة، ثم إجراء عملية القياس، الأمر الذي لا يعد عملياً بالنسبة لسائق السيارة.
ومن العلامات الواضحة على اقتراب تعطل البطارية صدور صوت طنين، وهنا ينصح فولفرام بضرورة الإسراع بإعادة شحن البطارية عند تباطؤ بادئ الدوران. وإذا لم يبدأ المحرك في الدوران، يلزم الاستعانة بكابل بدء الدوران وسائق سيارة أخرى.
لا للمسافات القصيرة!
وللتأكد من عدم الوصول إلى هذه الحالة يلزم على قائدي السيارات الانتباه لبعض القواعد المهمة، منها على سبيل المثال الابتعاد عن السير لمسافات قصيرة. وأوضح فولفرام أن السير لعدة مئات من الأمتار كل يوم على سبيل المثال لإحضار الطعام كفيل بحدوث أعطال بالبطارية بشكل أسرع.وعند ترك السيارة بالمرآب، ينصح الخبراء بإعادة شحن البطارية بانتظام بواسطة أحد الأجهزة المخصصة لذلك والمتوفرة بمتاجر الملحقات. ولا يوجد أي إجراء بخلاف ذلك تقريباً يساهم في حماية الخلايا.
الاستبدال هو الحل!
وإذا لم تحرك البطارية ساكناً، فإن استبدالها يكون هو الحل الوحيد، وهو ما يسهل قوله عن فعله؛ حيث يقول إيبرهارد مايسنر من شركة جونسون كونترولز إن استبدال البطارية كان سهلاً في الماضي؛ حيث كان يتم إيقاف المحرك وحل مشابك الأقطاب، ثم استبدال البطارية وتثبيت مشابك الأقطاب.
أما اليوم فإن تغيير البطارية لا يتم في الغالب إلا عن طريق الخبراء، فضلاً عن أن العثور عليها ليس عملية سهلة، فقد تكون تحت المقعد أو بصندوق حيز الأمتعة بدلاً من أن تكون تحت غطاء حيز المحرك؛ وهو ما قد يؤدي إلى "نسيان" الراديو لكود الحماية بسبب التغذية المتقطعة بالتيار الكهربائي. وإذا لم تتوفر البطاقة، التي تشتمل على الكود، فلا مفر من إجراء برمجة مسبقة، كما أن بعض أجهزة الإنذار تحتاج في هذه الحالة إلى إعادة التهيئة بأرقام الكود.
وينصح الخبراء بإجراء عملية استبدال البطارية في المراكز المتخصصة؛ نظراً لأن الخبراء لا يتجنبون فيها مثل هذه الأخطاء فحسب، ولكن يمكنهم أيضاً معرفة نوع البطارية المناسب للسيارة، في حين يحتاج هواة إجراء أعمال الإصلاحات البسيطة إلى الرجوع إلى دليل التشغيل لمعرفة مثل هذه المعلومات.
أنواع مختلفة
وهناك فروق واضحة بين أنواع البطاريات المختلفة من حيث الحجم والتصميم؛ فالبطارية، التي تتناسب مع خنفساء فولكس فاجن، ليس من الضروري أن تناسب إحدى سيارات مرسيدس الضخمة.
وبالإضافة إلى الجهد الاسمي يوجد أيضاً اختلافات في السعة المحددة بوحدة أمبير/ساعة. وعادةً ما توجد بطاريات بتكلفة أقل في المتاجر المختلفة مقارنة بمراكز الإصلاح المتخصصة، ولكن الخبير الألماني فولفرام ينصح عند شراء بطارية السيارة بالابتعاد عن العلامات التجارية والمنتجات الرخيصة.
وأشار مايسنر إلى أن السيارات المجهزة بنظام إيقاف وتشغيل المحرك أوتوماتيكياً قد تؤدي البطاريات الصغيرة بها إلى عدم عمل وظيفة التوفير في الوقود بشكل صحيح. وعند تجهيز السيارة بهذه التقنية، فإنها ستحتاج إلى نوع خاص من البطاريات، التي قد تشتمل على الاختصارات «AGM»، أو «EFB»؛ حيث يتم تصميم هذه البطاريات لتكون مستعدة للتبديل بشكل أفضل بين عمليتي إيقاف وتشغيل المحرك.