يعكف المسؤولون في الصين على وضع خطط بديلة لحماية بلادهم من التلوث البيئي الذي تساهم فيه وبنسب مرتفعة، ملايين المركبات التي تستخدم الوقود الأحفوري.
ومن أبرز الخطط التي تسعى السلطات الصينية إلى دعمها وتوسيع نطاقها في البلاد، دعم قطاعي السيارات الكهربائية والدراجات الهوائية، اللذين يلقيان قبولا من قبل المواطنين.
وبالرغم من ذلك، تؤكد العديد من التقارير أن أعداد المركبات في ازدياد مستمر عاما بعد عام، في بلد يصل عدد سكانه إلى مليار و375 مليون مواطن.
ووفقا لتقرير نشرته لجنة التنمية الوطنية والإصلاح الصينية، المسؤولة عن التخطيط في البلاد، فإن عدد المركبات في الصين آخذ بالارتفاع، إذ ازدادت في السنوات الـ 5 الأخيرة من 120 مليونا إلى 195 مليون مركبة.
ولفت التقرير إلى أن عدد المركبات تخطى عام 2012 حاجز الـ 120 مليون مركبة، ليصل عام 2013 إلى 140 مليونا، وفي 2014 إلى 155 مليونا، وإلى 175 مليون مركبة في 2015، و195 مليونا في 2016.
وتوقع التقرير ارتفاع عدد المركبات نهاية 2017 إلى 209 ملايين مركبة، والعام المقبل إلى 230 مليونا، فيما سيصل عدد المركبات بحسب التوقعات في 2019 إلى 254 مليونا، و280 مليونا في 2020.
أعداد كبيرة من المركبات في شوارع الصين، تتسبب بانبعاثات غازية تلوث البيئة والهواء، وتضر بصحة الإنسان وكل ما هو حي.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة البيئة في الصين، فإن المركبات أطلقت في 2016 فقط 44 مليونا و725 ألف طن من الانبعاثات الضارة في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف التقرير أن انبعاث الغازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجة حرارة الجو، ازدادت عام 2015 بنسبة 1.3 %، إذ أطلقت في الأجواء 34 مليونا و193 ألف طن من غاز أول أكسيد الكربون، و4 ملايين و211 ألف طن من المواد الهيدروكربونية، و5 ملايين و778 ألف طن من أكاسيد النيتروجين، إضافة إلى 534 ألف طن من الملوثات الأخرى.
وبسبب هذه الأرقام الضخمة، يبحث المسؤولون الصينيون عن حلول بديلة للتقليل من استخدام الوقود الأحفوري في المركبات، في الوقت الذي اتجه فيه الكثير من المواطنين لاستخدام السيارات الكهربائية للتقليل من التلوث البيئي.
ووفق دراسة أجرتها شركات لصناعة السيارات في الصين، تجاوز عدد المركبات الكهربائية في البلاد مليون مركبة، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 1.5 مليون مركبة بحلول 2020.
وأضافت الدراسة أن عدد محطات الشحن الكهربائية في جميع أنحاء البلاد بلغ أكثر من 161 ألف محطة، فيما يزداد الاهتمام وبسرعة بالاستثمار في مجال البنية التحتية لهذا القطاع.
وفي هذا السياق، وضمن خطط التقليل من استخدام السيارات التي تعمل على الوقود الأحفوري، بدأ قطاع تأجير الدراجات الهوائية في الصين بالنمو بسرعة، وبات أحد القطاعات الناشئة التي تحظى باهتمام المواطنين.
وبلغ عدد الأشخاص الذين يستخدمون قطاع الدراجات الهوائية المؤجّرة في الصين أكثر من 300 مليون مستخدم.
وللتقليل من حركة المرور والتلوث الناجم عن المركبات التي تستخدم الوقود الأحفوري، يواصل المسؤولون الصينيون البحث عن الحلول الممكنة لا سيما في العاصمة بكين، حيث يسعى المسؤولون هناك إلى توسيع ودعم قطاع الدراجات الهوائية ليلبي 18 % من احتياجات السكان مع حلول 2020.