اختبرت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مؤخراً طائرة أسرع من الصوت و»عديمة الضوضاء» بعد أن بنت نموذجاً تجريبيا لها، وهو ما يعني أنها قد تصبح قريباً واقعا وتدخل إلى الخدمة.
وتم اختبار الطائرة في نفق خلال حزيران/يونيو الماضي وأصبح لدى الوكالة الأمريكية نظرة واضحة حول آلية أدائها في العالم الحقيقي، وذلك حسب ما أوردت العديد من التقارير الغربية التي اطلعت عليها «القدس العربي».
وحسب موقع «إنغادجيت» المتخصص في آخر صيحات التكنولوجيا فإن من المتوقع أن يقلل التصميم الحديث للطائرة من الضوضاء بشكل كبير وفريد من نوعه، ما دفع المصمم المشارك، لوكهيد مارتن، إلى تشبيهها بالسيارة الفاخرة.
ويتيح التصميم المبتكر من «ناسا» إمكانية استخدام الطائرة بشكل آمن في أي مكان تقريبا.
وسيحلق النموذج الأكبر من الطائرة، على ارتفاع 55 ألف قدم، مع التحكم بالسرعة على الرغم من استخدام محرك واحد فقط، من بين اثنين من المحركات التي نراها في (F/A-18 Hornet).
وفي التجربة العملية، يمكن أن تقطع الطائرة رحلة من نيويورك إلى لوس أنجلوس، خلال 3 ساعات فقط.
وحددت وكالة «ناسا» خططا فعلية لإطلاق الطائرات الجاهزة بحلول عام 2020 لتحلق فوق المناطق المأهولة. وتمتلك الوكالة التمويل اللازم للسنة الأولى من الخطة التي تمتد 5 سنوات، إلا أن الطائرة لن تكون مشابهة لطائرة الركاب، وبالرغم من ذلك فان الوكالة تعتزم نقل خبرات التجارب الفعلية، إلى الشركات المصنعة الخاصة، التي تخطط لتصميم طائرات ركاب أسرع من الصوت.
وكانت «ناسا» أعلنت أنها تخطط للعمل اعتباراً من العام المقبل على ابتكار وإنتاج طائرات ركاب سرعتها تخترق حاجز الصوت، على أن تصبح هذه الطائرات في الخدمة اعتباراً من العام 2021.
وحسب المعلومات التي كشفت عنها «ناسا» فإنها ستبرم تعاقداً من أجل إنتاج هذه الطائرات في بدايات العام المقبل 2018 أي أن العمل على إنتاج هذه الطائرات الخارقة سيبدأ اعتباراً من العام المقبل.
ومن المعروف أن الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت موجودة حالياً في العالم لكنها لا تستخدم لنقل الركاب ولا للأغراض التجارية، كما لا يوجد أصلاً حتى الآن أي شركة حاولت إنتاج طائرات ركاب تجارية تكسر حاجز الصوت، حيث يقتصر هذا النوع من الطائرات على الاستخدامات العسكرية والفضائية فقط.
وكشفت جريدة «دايلي ميل» البريطانية أن شركة الفضاء الأمريكية المعروفة «لوكهيد مارتن» بدأت تعمل بالفعل على تصميم طائرة ركاب تجارية تخترق حاجز الصوت وتأمل أن تتحرك قريباً من أجل البدء بتنفذ المشروع، إلا أن «ناسا» فتحت الباب أمام الشركات الأخرى المتخصصة في هذا المجال من أجل تقديم اقتراحاتها وتصوراتها وتصاميمها حتى يتم اعتماد المشروع والبدء فيه.
ومن المقرر أن توقع «لوكهيد مارتن» عقداً مع «ناسا» قبل نهاية الشهر الحالي بقيمة 20 مليون دولار أمريكي ولمدة 17 شهراً من أجل تطوير أجهزة فضائية، وهو ما يجعل هذه الشركة الأقرب إلى الحصول على التعاقد لإنتاج الطائرة التجارية التي تتفوق على سرعة الصوت، حيث أن الشركة أكثر قدرة من غيرها على الوفاء بمعايير ومتطلبات وكالة الفضاء الأمريكية.
وكان عالم الطيران شهد مؤخراً دخول طائرة فارهة وصغيرة الحجم تستخدم للرحلات الخاصة ولرجال الأعمال، كانت السرعة الفائقة مع الرفاهية العالية أهم مميزاتها، حيث بمقدورها أن تقطع المسافة بين نيويورك في الولايات المتحدة حتى العاصمة البريطانية لندن في ثلاث ساعات بدلاً من ثماني ساعات تحتاجها الطائرات التجارية المستخدمة حالياً.
والطائرة الجديدة الفارهة تنتمي إلى عائلة الطيران الخاص، وليس التجاري، حيث أنها صغيرة الحجم ومجهزة لرحلات رجال الأعمال، أما سرعتها فتزيد عن سرعة الطائرة التقليدية بنحو 450 ميلاً في الساعة، كما انها من إنتاج شركة «كونكورد» الشهيرة التي كانت أول من ابتكر طائرات فائقة السرعة في السابق.
وأطلقت الشركة المنتجة على الطائرة اسم «إبنة الكونكورد» في إشارة إلى أنها طائرة صغيرة من طراز الطائرات الكبيرة النفاثة فائقة السرعة، أما الاسم الرسمي للطائرة فهو (Spike S-512) وقالت الشركة المنتجة إن «الطائرة الجديدة تمكن المسافرين من الاستمتاع أكثر بحياتهم».
وتقول الشركة إن الطائرة الجديدة قادرة على السفر من لندن إلى نيويورك والعودة في اليوم نفسه لقضاء الأعمال التي يحتاجها كبار المدراء ورجال الأعمال «كما أن مستخدم هذه الطائرة يستطيع السفر من باريس إلى دبي للتسوق والاستمتاع ومن ثم العودة لتناول طعام العشاء في باريس قبل انتهاء اليوم» على حد قول الشركة المنتجة.