"لولا فضل رب العالمين ثم التكتيك والتقنية لما حققت كل هذا التاريخ في كرة القدم" عدة كلمات لأسطورة كرة القدم المغربية الراحل العربي بن مبارك أول لاعب عربي يحترف في أوروبا.

طفولة العربي المولود في 16 يونيو/حزيران 1916 كانت قاسية جدا، إذ نشأ يتيما وعمل في عدة مهن وبدأ بلعب الكرة في سن صغيرة بأحياء الدار البيضاء قبل أن ينتقل لفريق محلي "إيديال كازابلانكا". ومن هنا بدأ مشواره بعالم الساحرة المستديرة.

وعن طفولته يقول بن مبارك الذي توفي في 16 سبتمبر/أيلول 1992 عن عمر ناهز 78 عاما "لم يكن لدينا الإمكانيات لشراء حذاء رياضي، كما نلعب حفاة في الشارع" وعام 1934 انتقل إلى فريق "الاتحاد المغربي" وكان يعمل في نفس الوقت بمحطة وقود.

وبعدها بثلاث سنوات استدعي للمنتخب الوطني ولعب أولى مبارياته ضد منتخب فرنسا الثاني، ورغم خسارة "أسود الأطلس" بنتيجة 4-2 اختير أفضل لاعب في المباراة، ليصبح بعدها حديث الصحافة الفرنسية وتخطب وده عدة فرق، ثم انتقل عام 1938 إلى مرسيليا مقابل 44 ألف فرنك فرنسي آنذاك، ليكون أول لاعب عربي يدخل عالم الاحتراف.

أداء العربي المميز ومستواه العالي مع الفريق الفرنسي دفع بالمسؤولين الفرنسيين لمحاولة تجنيسه وضمه لمنتخب "الديوك" غير أن العربي كان موقفه حاسما ورفض التجنيس.

ثم اشتعلت الحرب العالمية الثانية، وعاد للمغرب ليلعب مع فريقه السابق. وعندما انتهت الحرب رجع لفرنسا ووقع عام 1945 مع فريق "ستاد فرنسا" مقابل مليون فرنك ولعب له ثلاثة مواسم وساعده على الصعود لدوري الدرجة الأولى. لكن الفريق وقع في ضائقة مادية وباع "الجوهرة السوداء" إلى أتلتيكو مدريد عام 1948 مقابل 17 مليون فرنك.

وساهم بن مبارك في قيادة "الروخيبلانكوس" للفوز بلقب الليغا لأول مرة في تاريخه موسمين متتاليين.

وعاد عام 1953 إلى مرسيليا ولعب معه حتى 1955 قبل أن ينهي مسيرته الكروية مع بلعباس الجزائري، واعتزل كرة القدم عام 1956.

وبعد إعلان الاستقلال عام 1956 رجع إلى المغرب ليشارك في تدعيم أسس وتطوير المنتخب، وفريق الفتح الرباطي كلاعب ومدرب في نفس الوقت.

وكما كانت طفولته صعبة عانى في حياته الأسرية، إذ تزوج مرتين إحداهما مغربية ماتت بعد ثلاث سنوات زواج، والثانية الفرنسية كانت تجمعهما قصة حب كبيرة.

ويروي بن مبارك كيف أنه قرر بعد وفاة زوجته الثانية عدم الزواج لأن اعتبر الأمر خيانة بحقها وقضى العمر وحيدا.