ذكرت صحيفة " الغارديان" البريطانية أن أحد المشجعين البريطانيين لفريق قطر أثناء مباريات كأس آسيا اعتقلته السلطات الإماراتية، وضرب، واتهم بنشر "اتهامات خاطئة عن قوات الأمن الإماراتية".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البريطاني قد يواجه دفع غرامة 500 ألف درهم إماراتي (105 آلاف جنيه إسترليني)؛ لأنه ارتدى قميصا للفريق الوطني القطري.
وتقول الصحيفة إن علي عيسى أحمد (26 عاما)، الذي يعيش في وولفرهامبتون، كان في إجازة في الإمارات العربية المتحدة، وحصل على تذكرة لمشاهدة المباراة بين قطر وفريق العراق في 22 كانون الثاني/ يناير.
ويلفت التقرير إلى أنه يقال إنه تم اعتقال أحمد وضرب بعدما ارتدى قميصا يروج لقطر، ولم يكن يعلم أن تشجيع فريق قطر يعد جريمة في الإمارات، عقوبتها الغرامة الكبيرة ومدة سجن طويلة، مشيرا إلى أنه بعد اعتقاله سجن لاتهامه بتشويه سمعة الأمن الإماراتي، بحسب ما قال صديق أحمد للصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن السفارة الإماراتية في لندن، قولها إنها تقوم بالتحقيق في ظروف اعتقال مشجع، فيما قالت الخارجية البريطانية إنها تقدم له المساعدة.
وينوه التقرير إلى أن صفحة وزارة الخارجية على الإنترنت حذرت من أن الإمارات أعلنت في 7 حزيران/ يونيو 2017، عن منع إظهار التعاطف مع قطر على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة أخرى، وهي جريمة يسجن مرتكبها، ويدفع غرامة كبيرة، وجاء في النصيحة: "عليك احترام التقاليد والعادات المحلية والدين طوال الوقت، وقد تكون هناك عقوبات لعمل شيء لا يعد جريمة في بريطانيا".
وتفيد الصحيفة بأن العقوبات على إظهار التعاطف مع قطر ترتبط بالحصار الذي فرضته الإمارات مع ثلاث دول أخرى في نهاية أيار/ مايو 2017 على قطر، بتهمة تشجيع الدوحة على الإرهاب.
وبحسب التقرير، فإنه سمح لأحمد بإجراء مكالمة واحدة في 31 كانون الثاني/ يناير، واتصل مع صديقه عامر لوكي، وقال الأخير: "هذا أمر لا يمكن تصديقه، فقد ذهب لمشاهدة مباراة كرة قدم في أثناء وجوده في الإمارات، ثم اعتقل وضرب لأنه ارتدى قميصا رياضيا مشجعا لقطر، وعندما استطاع الاتصال معي كان المسؤولون جالسين إلى جانبه، ولم يعط له الوقت الكافي، ولا أعرف ماذا حدث".
ويضيف لوكي: "يبدو أنه أفرج عنه بعد الاعتداء عليه من عناصر أمن في سيارة، واتهم بتشجيع قطر، وعندما ذهب إلى الشرطة اتهمته أنه يقول أشياء كاذبة عن الحادث.. لا نعلم ماذا حدث بالضبط، ويبدو أنه متهم بالكذب على قوات الأمن"، وقال إنه معتقل في الشارقة.
وتنقل الصحيفة عن لوكي، قوله إن أحمد "يحب كرة القدم، ويشاهد الكثير من المباريات في بريطانيا، وهو رجل طيب وهادئ، وهو شخص يحب مساعدة الآخرين"، وأضاف لوكي أن صديقه "ناشدنا بعمل ما نستطيع للإفراج عنه، ولهذا اتصلنا بوزارة الخارجية، وطلبنا مساعدته"، مشيرا إلى أنه وعد بالاتصال مرة أخرى، و"لم نسمع منه مرة أخرى، ونحن قلقون عليه، وهذا أمر خطير".
ويورد التقرير نقلا عن سفارة الإمارات، قولها إنها تنظر في هذه المزاعم، وتتعامل مع أي انتهاك لحقوق الإنسان بجدية، خاصة إن الشخص كان جزءا من 1.5 مليون بريطاني يعملون في الإمارات،
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول وزارة الخارجية إنها اتصلت مع الرجل البريطاني والمعتقل في الإمارات، وتقدم له المساعدة، وهي على اتصال مع السلطات المحلية.