[ الريال يتطلع لتكريس عقدته القارية لأتلتيكو ]
يسعى ريال مدريد حامل اللقب الى تكريس عقدته القارية لجاره أتلتيكو مدريد عندما يستضيفه الثلاثاء على ملعب سانتياغو برنابيو في "ديربي" إسباني ضمن ذهاب نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
ويمني النادي الملكي النفس باستغلال عامليْ الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة جيدة تؤمن له خوض الإياب الأربعاء المقبل على ملعب فيسنتي كالديرون بارتياح، في سعيه إلى أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب المسابقة منذ ميلان عام 1990.
ويشكل ريال عقدة أتلتيكو في المسابقة، إذ تواجها أربع مرات، بينها ثلاث في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكانت الكلمة الفصل للنادي الملكي الذي توج بلقبين على حساب جاره معززا سجله القياسي بالمسابقة برصيد 11 لقبا.
وتواجه الريال مع أتلتيكو في نهائي 2014 في لشبونة وفاز عليه 4-1 بعد التمديد، في مباراة تقدم فيها أتلتيكو 1-صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع قبل أن يدرك سيرخيو راموس التعادل ويجر الفريقين لشوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف.
وأوقعت القرعة الفريقين الموسم التالي في ربع النهائي فتعادلا سلبا ذهابا وفاز ريال 1-صفر إيابا، قبل أن يخرج من دور الأربعة على يد يوفنتوس الإيطالي الذي خسر النهائي أمام الغريم التقليدي برشلونة.
وكانت المواجهة القارية الأخيرة بين الجارين اللدودين العام الماضي في النهائي بمدينة ميلانو الإيطالية، وحسمه ريال بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1.
الفرص متساوية
ويخاطر كلا المدربين في هذه المرحلة من البطولة الأوروبية بالكثير، فالمدرب الفرنسي لا يعرف ما إذا كان سيستمر في منصبه في ظل الانتقادات الكبيرة التي توجه له في الفترة الأخيرة، في حين يواجه نظيره الأرجنتيني عقدة تاريخية أمام ريال مدريد في البطولة القارية الأشهر للفرق.
غير أن مدرب النادي الملكي الفرنسي زين الدين زيدان اعتبر أن تاريخ المواجهات بين الفريقين لا يعني بالضرورة بطاقة عبور لريال.
وقال في مؤتمر صحافي عشية المباراة "ما جرى (في السابق) قد جرى. كان الأمر إيجابيا بالنسبة إلينا لكن الآن كل شيء مختلف. هذه مباراة أخرى وهم أيضا يريدون القيام بكل شيء من أجل التأهل".
ورفض زيدان اعتبار أن ريال مدريد هو المرشح للتأهل، قائلا "كما في كل دور إقصائي، الفرصة متساوية. ثمة مباراة الثلاثاء وسنقوم بأقصى ما في وسعنا للفوز بها، من دون التفكير في مباراة الإياب".
وشدد زيدان على أن الأهم بالنسبة إلى فريقه الثلاثاء هو "تفادي إلى أقصى حد أن يعقد الخصم مهمتنا بتسجيل هدف. لكن لا يمكننا أن نستبعد بشكل كامل هذا الخطر، هذا يشكل جزءا من كرة القدم" مؤكدا أنه يحضر "أمرا ما" لمباغتة أتلتيكو.
ويطمح ريال أيضا لمواصلة مشواره القاري في سعيه إلى تحقيق ثنائية نادرة (الدوري المحلي ودوري الأبطال) للمرة الأولى منذ الخمسينيات وتحديدا عامي 1957 و1958 بقيادة الراحل ألفريدو دي ستيفانو.
وبدا اهتمام زيدان -الذي قاد ريال مدريد إلى لقب الكأس السوبر الأوروبية ومونديال الأندية- بالدوري والمسابقة القارية معا من خلال مبدأ المداورة الذي يلجأ اليه في المباريات وتحديدا من خلال إراحة نجومه كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغاريث بيل ولوكا مودريتش وطوني كروس في المباريات الثلاث الأخيرة خارج القواعد.
وفي غيابهم، برز البدلاء مثل إيسكو وألفارو موراتا وماركو أسينسيو بشكل لافت، وحققوا الفوز في المباريات الثلاث مع غلة تهديفية وصلت إلى 13 هدفا.
ويدرك أتلتيكو مدريد صعوبة المهمة أمام جاره، وقال لاعبه السابق ومديره الحالي كليمنتي فيلافيردي "مشجعونا ولاعبونا اختبروا خسارتين في النهائي ويدركون ما يحتاجه الأمر للوصول إلى هناك (النهائي): الكثير من العمل".
وأضاف "نأمل في أن نمنح (ملعب) فيسنتي كالديرون الوداع الذي يستحقه" لأن مواجهة الإياب ستكون اللقاء القاري الأخير لأتلتيكو على ملعبه الحالي، إذ سيتركه فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في نهاية الموسم بعدما كان معقله لمدة خمسين عاما.