لا ادري تفسيرا للحظة اجدني غصبا عني روحي تدندن مع عبد الباسط : (( الليل يا بلبل دنى .....غلٍس واسمر عندنا )) , تمتلكني الكلمه (( غلٍس )) , والغلوس , الوقت المتأخر , والاوقات المتأخره , تعني تلك التي يسامرك فيها الليل , والليل كان صديق للحن من الحان السماء (( عوض علي )) والعم عوض رحمه الله كان احد اصوات النشوه والشجن وسر الجمال دُ فن معه .
هل يمكنك ان تتخيل لو ان عصافير الكون قررت ان تسترخي على كتف احدهم , فقط لتركن اليه ان يصدر موسيقاها من فمه الى الأنا لجميله , والاذن الجميله لا يحملها سوى الانسان الجميل , والانسان الجميل زُرع بين الورود خاصة الياسمين منها ونبت كورده .
صوت العصفور موسيقى , والموسيقى خرير الماء وحفيف الزرع , وناتج الضرع خيرا , تراه يهفهف في الروابي شعر امرأة خلقها الله جميلة , تقول القصائد الاحلى فتصير مع المدى قصيدة مركبة اجمل , هل تدركون العلاقة بين الموسيقى والمرأه ؟ انا اقول ان المرأه نوته , قطعة موسيقى , بل هي ساقية مياه عذبه , كلما امعنت النظر اليها رايت بين ماءها نطف من عسل , تحيل بنظرة منها نطفة المطر الى قارورة عطر وعود ومسك , علاقتها بالموسيقى علاقة الوليد بامه عبر حبل الحياه .
كان عوض علي يدندن لليل , ويسامر النجمه , ويغني للاقمار التي ترى انعكاساتها على صفحة الغلس اذا دنى , كان العم عوض يمتلك صوتا اذا غنى اطرب , واذا ابتسم انفرج فمه على كنز من ذهب !!!واذا حدًث اقنعك ان اللغه خيل نبيل , ومن يرتل يمدح , ومن يمدح يمتدح المصطفى , ومن يمتدح المصطفى فيكون وصل الى الذرى , ولا يصل اليها سوى من يقدر على الحب , والحب لا يباع , بل يتخلق مع النفس التي ترتوي خضره , غيثا , شفق من فجر , هزيع اخير من ليال تسكنها النغمة تسري في اوصال زرع قريتي , يكون عوض علي قد اينع سبول ومحاجين , وحشائش من اخضرار تنبت في التليم , وتينع في صدر اجمل امرأه , في قريتي تنبت السنابل والنساء , ولذلك ترى حقولنا دئما مطيرة بالحب احد علامات الخلود , واذا النهار دنى دندن البلبل شعرا , قل ثغاء , قل ما ابدع الله كلمة مغناه لعبد الباسط (( يوم السفر بكرت اودع اهلي )) .
اذا سالت الليالي الباردات الا من دفئ يوحى به اليك فاعلم ان ثمة شهقة تتنفسها الارض قد صدرت من داخل سبوله , تحولت الى تباشير للصبح الذي ياتي محملا بالبلل , واشواق امراه , وشجن يمارسه شوقا جذر سنبله مع تربة هي كل الحب والسمو وآهات عاشق وتراتيل قارئ مقرئ .
((يا عاشق الليل)) هل آن لليل ان يدندن بذكريات الجماله , وشوق زعفران للغائب الذي يسكن الضلوع , ارتحل يبحث في المنافي , وشطئان البحار عن موعد لغرام ونسي غرامه الاصيل ؟؟؟!!! , واين انت يا زعفران تحدثينهم عن شجن السنوات للحن ذهب , لم يعد , سكن الاشواق , اينع مشاقر على الخدود , كلما صدرت آهه , كلما تنفست الارض دخن وحبوب ....
