المبادرة السعودية اظهرت الحوثيين مجددا في موقف الرافض لإنهاء الحرب .. فحديث العالم اليوم عن " مبادرة سعودية " لوقف الحرب في اليمن وعن رفض الحوثيين لها .. تماماً كما نٌظر اليهم بعد التصعيد في مأرب الذي اعقب إجراءات إدارة بايدن المتعلقة بحرب اليمن.
رفض الحوثيين ليس جديدا .. فقد رفضوا و بعلم السعوديين عروضاً مماثلة قدمها الأمريكيون مؤخرا والأمم المتحدة قبلهم .. و من ثم ليس مفاجئاً هذا الرفض السريع وقد قٌدمت المبادرة على طبق سعودي هذه المرة.
تعترف السعودية في المبادرة ( لأول مرة ) بشكل غير مباشر ب " سلطة " للحوثيين كانت ولازالت الحكومة اليمنية تعتبرها من اختصاص السلطات الشرعية وذلك عبر السماح برحلات جوية " مباشرة " اقليمية ودولية من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين.. فصيغة المبادرة بهذا الشأن واضحة وهي تلبي مطالب كثير من اليمنيين ومنظمات الاغاثة بفتح المطار وتراعي في الوقت ذاته الشواغل الأمنية للحكومة وللسعوديين بجعل الرحلات "محدودة" لكنها بالسماح بالرحلات "المباشرة" تتجاهل موقف الحكومة المتعلق بما تراه حقاً حصرياً في ممارسة المهام السيادية على المنافذ الدولية ،، و قد أعاقت الشواغل ذاتها مساعي فتح مطار صنعاء خلال محادثات استوكهولم اذا كانت الحكومة تشترط توقف الرحلات في احدى المطارات التي تشرف عليها قبل مغادرة اليمن.
يضغط الحوثيون من أجل مزيد من التنازلات و لا تملك ادارة بايدن وهي المحرك الرئيسي لمساعي إنهاء الحرب حالياً كثيرا من أوراق الضغط عليهم كما هو الحال بالنسبة لأطراف الحرب الاخرى السعودية والحكومة اليمنية.
اللافت الى درجة الاستغراب أن ادارة بايدن تريد ( على الأقل كما تعلن ) التحرك في الملف اليمني بمعزل عن ملفات وقضايا المنطقة الأخرى وخصوصا ملف إيران النووي كي لا تزيد الملف اليمني تعقيدا لكنها في المقابل تربط المفاوضات مع إيران بشأن العودة الى الاتفاق النووي بنفوذ إيران في المنطقة الذي تراه مزعزعاً للاستقرار في سوريا ولبنان والعراق اليمن !