الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن .. منقسمة بشدة حول سوريا .. لا جدال في ذلك ، لكن أيا منها لا يريد حقيقة تحركا عملياً .. بل إن جميعها رغم الخلاف يتحرك تحت سقف واحد ولا بأس أن تظهر كلها فاشلة عاجزة أمام المجتمع الدولي إزاء واحدة من أبشع الحروب و الكوارث الانسانية منذ الحرب العالمية الثانية ! ..
عشرات من مشاريع القرارات والقرارات المضادة على مدى ستة أعوام وجلسات شجب وتنديد وتنديد وشجب مقابلين .. لكن النافذين على مايبدو ليس من مصلحتهم التحرك عملياً لتجاوز الفيتو الروسي المتكرر ( ست مرات حتى الآن ) .. وبقي الملايين من الشعب السوري يدفعون الثمن قتلاً وحصاراً وتجويعاً وتشريدًا على يد النظام والمليشيات المدعومة من إيران و حليفهم بالفعل والهدف تنظيم الدولة ! ..
بإمكان مجلس الأمن إن أراد أن يستخدم اداة بديلة وضعت في ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة الحالات التي يعجز فيها مجلس الأمن بسبب انقسامه عن مواجهة أزمة تهدد الأمن والسلم الدوليين كالأزمة السورية ..
وهي اللجوء الى اجراء يسمى " الاتحاد من أجل السلام " وفيه تتوحد الغالبية من أعضاء المنظمة كي تمرر قراراً ( ملزماً ) من الجمعية العامة للأمم المتحدة مثل إلزامية القرارات الصادرة عن المجلس ..
كل ما ينبغي عمله من أجل ذلك هو أن يصوت ٩ أعضاء من أعضاء مجلس الأمن ( من أصل ١٥ ) على الدعوة لعقد جلسة استثنائية وطارئة للجمعية العامة أو دعوة من ٩٧ دولة في الجمعية ( من أصل ١٩٣ ) كي تُعقد الجلسة للإتفاق على إصدار قرار ملزم خارج مجلس الأمن ..
لماذا لم يتم هذا الأمر خلال ستة أعوام والمأساة السورية تتفاقم وتتدهور من سيئ الى أسوأ بما في ذلك الاستخدام المتكرر للسلاح الكيميائي ؟ ..
لماذا تواجه جهود قطر والسعودية التي بدأت منذ أشهر في الكواليس من أجل دفع الأمور بهذا الاتجاه ( الجمعية العامة ) فتوراً غربياً ؟ .. علماً أن القرارات العادية التي اعتمدتها سابقاً الجمعية العامة بشأن سوريا مرت بأغلبية كبيرة ..
أيضاً خارج الأمم المتحدة كان بإمكان الدول الغربية أحادياً وجماعياً أن تفعل الكثير لمحاسبة سفاح دمشق او على الأقل وقف جرائمه .. لكنها لم تفعل .. وهي تستغل كل فرصة ومناسبة في مجلس الأمن للنواح والشجب وإبداء التعاطف مع الضحايا أمام كاميرات الإعلام .. وإلقاء اللوم على الفيتو الروسي ( و الصيني المشترك أحياناً ) !
و في حالة كهذه الإعلام ليس ، ولا ينبغي أن يكون ، مجرد ناقل ! .. أيضاً إن لم يكن مع الأقوال أفعال .. فلا أهمية حقيقية لها إخبارياً!
*من حائط الكاتب على فيس بك