سأحدثكم عن هشام ...عن صاحبي الذي افتقده …
صاحبي ..شخصيته مستقله ...ومن كان يرى صورته وهو طفلا ...يقول على الفور : هذا ذكي…
من طفولته وكلما مرت يوم تتعزز ملامح الشخصيه ….فأجدني ملزما بالإنصات إليه …
اذا لا حظ انني ساقول : ذاكر يا هشام ...فيسبقني بعبارته التي التصقت به إلى اللحظه: خبري معي يا بجاش ...فاذهب …
ودود ...نقي ...بسيط ...عملي ...عطوف …لا يكذب ...لا يشتكي …
درس كأخوته باجتهاد ...تخرج من كلية المجتمع ….ثم كلية ايسيسكوا…..ولغته الانجليزيه درسها في المعهد الامريكي ….ثم ذهب الى ماليزيا فدرس شبكات…..
عاد واجتهد في البحث عن عمل ….جاء الي ذاك الصباح ...ببدله وربطة عنق ..ابتسمت ...علق : بجاش…. ساكلمك بعدين ….وذهب ...ظهرا ارسل رساله (( حصلت على عمل )) ...أحسست أن جبلا من الهم انزاح من على صدري ….
من إخوته عرفت أنه انضم الى منظمة الهجرة الدوليه …..
من لحظتها وصاحبي يداوم في عمله من 8 صباحا الى الخامسة مساء….يخرج مسرعا... يتناول ما يتيسر ….يخزن ...وفي الديوان حيث الشباب يخوضون في كل شيئ تراه وقد دس سماعتين في أذنيه يسمع أغانيه المفضله ….ويديه تمارسان هوايتهما بين الاحرف والارقام…. يكمل عمله ...حتى إذا اكمل حمل جهازه ومتعلقاته ….يتعشى ...يذهب إلى فراشه ….
حتى اذا تزوج استقل بسكنه ...ارتبط بزميلته في العمل الرائعه امل ابو منصر ….وتواصلت حياتهما …..
في عمله اجزم أن الجميع يحبه ...قال زميله انور: لا تكاد تسمعه الا عندما يمر امامي صباحا (( كيفك يا حب ))....
حرصت أن اسافر بهم الاربعه تاج ...حسام ...هشام ...فؤاد ...لاعرفهم على قريتي ..اهلها ..ناسها ...شجرها ….حجرها ...عجائزها ...نساءها ….دورها ….احوالها ...شعابها حتى يكون لهم ارتباط وثيق بها ….بينما هم ابناء صنعاء كمسقط راس الاربعه ...ويفتخرون وافخر بذلك ……
كان التلفزيون قد وفد الى ربانا ….فعرفت قريتي أن الشيخ في مصر يطلق عليه العمده ….لا ادري من لقبه ب (( العمده )) ..فصرنا وصار زملائه والجيران ينادونه باللقب الجديد ….
صاحبي عمده في سلوكه ...كاخوته وهم إلى جانب أو بعد امهم تقوى نعمان محمد غالب مكسبي في الحياه ...الى جانب زوجاتهم الان ندى شريكة فؤاد ..امل شريكة هشام...وراق شريكة حسام وتاج عبد الرحمن بجاش عميدة روحي ….وحفيدتين جميلتين (( مرام ومريم )) وبنات عمي الاثنتين رحمه ووفاء وامي وفي البعيد القريب اخوتي… هم عالمي المصغر الذي اضع راسي على كتفه كلما احتجت الى دفقة من حب ….
لا يزال عالمي بخير ...وسيظل ...ومعنوياتنا في السماء ...لان صاحبي نقي ونظيف كزرقة السماء...وانا صاحب قلم ادري ما اقول ...واعرف قيمة الكلمه الصادق والسامي تحديدا …
احدثكم عن صاحبي هشام….هشام عبد الرحمن بجاش الذي افتقده ...افتقد إطلالته …
لكن ثقتي بالله لا يحدها حدود ...والنفوس الخيرة كذلك …
متيقن أنه سيطل علي ذات لحظه بابتسامته الودوده وبكلمة السر بيننا (( بجاش ))...
لله الامر من قبل ومن بعد .