لم يكن أحد يتوقع هذه التطورات الميدانية السريعة في اليمن، التي أثبتت مدى كفاءة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية ومدى فاعلية وحسم ضربات طيران التحالف العربي، وها هم المتمردون الحوثيون وأنصار المخلوع علي صالح يهرولون فراراً من الهجمات عليهم، ويسقط منهم يومياً العشرات، ومنهم قيادات ميدانية.
وها هي المقاومة اليمنية تضرب الحزام الأمني الثاني للعاصمة صنعاء، بعد استكمال السيطرة على منطقة «فرضة نهم» شرقي صنعاء، بينما استطاع الجيش الوطني اليمني، بعد معارك عنيفة مع المتمردين الحوثيين، وبدعم من طيران التحالف العربي، تحرير مدينة ميدي في محافظة حجة.
لقد اعتقد المتمردون أن تحصنهم بالجبال الوعرة حول صنعاء سيحول دون وصول المقاومة الشعبية وطيران التحالف إليهم، لكنهم فوجئوا بهم فوق رؤوسهم، فكان مشهد الفرار الجماعي هو السائد وسط سقوط الضحايا منهم.
لقد استعاد النظام الشرعي برئاسة عبد ربه منصور هادي زمام المبادرة الميدانية في اليمن، بفضل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة دولة الإمارات، ويبدو أن المتمردين استشعروا اقتراب ضياع صنعاء من أيديهم، فركنوا إلى تصعيد القتال في جبهات أخرى، وذلك بهدف دعم موقفهم إذا ما اضطروا للجلوس للمفاوضات.
لا شك في أن تحرير العاصمة صنعاء سيشكل الضربة القاسمة للمتمردين الانقلابيين، وسيعطي الدفعة القوية لتحرير اليمن من براثن الحوثيين وأنصارهم، ومن ورائهم إيران وغيرها.