بمحاولتهم الفاشلة الاعتداء على مكة المكرمة يكون الحوثيون وحلفاؤهم الموتورون قد بلغوا أقصى درجات الغي واللعب بالنار، ناسين لغفلتهم أو متناسين لجهلهم، أن مكة المكرمة ومدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وغيرهما من البقاع الطاهرة في أرض الحرمين الشريفين "خط أحمر"، الوصول إليه يعني الوصول إلى خط النهاية.
 
لقد كشفت هذه المحاولة الدنيئة حقيقة الحرب العبثية التي يخوضها الحوثيون، فعلاوة على كونها حربا بدأوها دون دراسة أو جدوى، هاهي معطيات الواقع تؤكد أنهم يتخبطون في سكراتها دون وعي أو تدبير، فهذه المحاولة تعتبر اعتداء سافرا على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، كما عبرت عن ذلك دولة قطر في بيان إدانتها لهذا العمل، ويعتبر كذلك دليلاً واضحاً على استمرار تجاوزات الميليشيات الحوثية، ورفضها الالتزام بقرارات المجتمع الدولي، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، ويعيق كافة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وفي مقدمتها الآليات المقترحة وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة ومنها القرار 2216.
 
رب ضارة نافعة، فقد كشفت هذه المحاولة الفاشلة الحوثيين وحلفاءهم على حقيقتهم، وكونهم خطرا حقيقيا على الأمن القومي الإسلامي، وكما قال المتحدث باسم قوات التحالف اللواء أحمد عسيري، فإننا "نؤكد للجميع أن ما فشل فيه رأس الأفعى باستهداف المسلمين في الحرم المكي لن ينجح به ذيل الحية وسيتم قطعه".

افتتاحية صحيفة الشرق القطرية اليوم السبت 29 اكتوبر/تشرين الاول