تعيش محافظة تعز حصارا خانقا منذ سنوات ضمن تداعيات ثقيلة للحرب الحوثية على المدينة، ومع رفض المليشيات لبوادر السلام وإصرارها على إبقاء الحصار مفروضا على أكبر المدن اليمنية، لم يكن ثمة من حلول أمام السلطات الشرعية سوى تخفيف حدة الحصار من خلال شق منافذ جديدة وترميم وصيانة بعضها كما هو واقع حال خط الكدحة من جهة وهيجة العبد من جهة أخرى.

 
وشكلت طريق هيجة العبد رغم وقوعها على منجرفات صخرية ملتوية وخطيرة، منذ البدايات الأولى، ممرا رئيسيا يربط المدينة بالعاصمة المؤقتة عدن، هذا التحول المفاجئ جعل الطريق تتحمل فوق امكانياتها.. الأمر الذي تسبب بخروجها عن الصلاحية لكثير من المرات، وكثيرة هي قصص المعاناة التي حدثت في طريق وعرة وضيقة.

وتعهد البرنامج السعودي للإعمار بترميم هيجة العبد، وأوكلت هذه المهام بموجب المناقصات إلى شركة الفيصل، ومن الجدير ذكره أن البرنامج السعودي سبق أن تكفل بإعادة تأهيل الهيجة، في الربع الأول من العام 2022.

وفي هذا السياق، يقول محافظ تعز، نبيل شمسان: «مزاعم توقف أعمال ترميم هيجة العبد، مجرد شائعات، إذ جرى استئناف العمل في منفذ العبد إبان انتهاء إجازة عيد الفطر»، وأكد المحافظ أن أعمال الصيانة تسير بوتيرة عالية".

وأضاف شمسان في حديثه: "الجميع يدرك أن هناك صعوبات تواجه الفرق الخاصة بالترميم، أبرزها استمرار عبور الشاحنات، وعدم توقف حركة السير، إلا أن الشركة المنفذة تبذل الكثير من الجهود والطاقات في سبيل تسيير العمل، بما يتوافق مع مصلحة المسافرين".

وأشار محافظ تعز، إلى أنه على تواصل مستمر بالبرنامج السعودي والشركة المنفذة لمشروع ترميم الهيجة؛ وذلك لمناقشة الصعوبات والبحث عن حلول عاجلة، جميعها تهدف إلى تسريع آلية العمل، وفقًا للخطة الزمنية الخاصة بإعادة التأهيل والترميم.

ويعد استكمال تنفيذ مشروع طريق هيجة العبد انجازًا تاريخيًا، بحسب المحافظ شمسان، باعتباره واحد من المشاريع الاستراتيجية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن كونه يشكل أهمية كبيرة، إضافة إلى أنه يعد الشريان الرئيسي والإنساني الذي يربط تعز بعدن وعدد من المحافظات الأخرى.

ولفت شمسان إلى أن قرابة 5 ملايين نسمة يستفيدون من طريق "العبد"، مؤكدًا أن مرحلة التأهيل تشكل انقاذًا للمواطنين من الموت والحوادث اليومية، التي تسببت بها وعورة الطريق، كما يؤدي ترميم هذا المنفذ إلى كسر حدة الحصار الذي تفرضه الميليشيا على تعز من عدة جهات.