[ إشهار الملتقى الثقافي اليمني بماليزيا ]
في بادرة مجتمعية فريدة، دشن اليمنيون في ماليزيا اليوم السبت فعالية إشهار الملتقى الثقافي اليمني كأول ملتقى ثقافي يمني في ماليزيا يهتم بإحياء العلاقات اليمنية الماليزية المتجذرة وتعزيز وتعميق حضورها في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية.
وفي فعالية الإشهار التي حضرها سفير بلادنا في ماليزيا سعادة الدكتور عادل باحميد والمستشار الثقافي البروفيسور عبدالله الذيفاني وجمع غفير من الأكاديميين والمثقفين والطلبة وأبناء الجالية اليمنية من مختلف الولايات الماليزية، تحدث السفير باحميد في كلمته عن سعادته الغامرة في إشهار الملتقى الثقافي التنويري النوعي، مثمِّناً الجهود التي بُذِلت أثناء التأسيس وصولاً إلى الإشهار، مضيفاً أنّ "وجودَ طليعةٍ متقدّمة واعيةٍ في المجتمع، تبشّرُ بالخيرِ القادم، وتُعلي رايةَ الأمل في الانعتاق من عهودِ السقوطِ والتراجع، إنّما هي دلالةٌ مبشّرةٌ وعلامةٌ دالّةٌ على أنّ المجتمعَ لا يزال به عروقٌ تنبض بالحياة، وأن هناك من يؤمن أن هذا المجتمع يمتلك من الإمكانات البشرية والطبيعية والتاريخية ما يؤهله أن يكون في موقعٍ أفضلَ بين الأمم، أن هناك من يؤمن أنه لن يُخرجَ هذا المجتمع من تِيههِ ويقوده نحو الآفاقِ الأرحبِ إلاّ أبناؤه المنتمين لتربةِ أرضه المستنشقين عبيرَ هوائه، أنّ هناك من يومنُ أن معركته الحقيقيّة اليوم هي معركة الوعي، فتصدّى لها وجهّز نفسه واستعد لخوضها".
بدوره قال أحمد الملجمي في كلمة عن الهيئة التأسيسية للملتقى إن مرحلة تأسيس الملتقى ترافقت بالعديد من الصعوبات تم تجاوزها بعزيمة قوية وإرادة متينة وصلبة، وقد تكللت تلك الجهود في الوصول إلى هذا اليوم الذي نرى فيه الملتقى يجمع أبناء اليمن برؤيته ورسالته وأهدافه الوطنية النبيلة.
وفي بيان إشهار الملتقى الذي ألقته الدكتورة شريفة المقطري، أكد البيان على مسارات العمل الثلاث التي سيقوم عليها الملتقى لتحقيق أهدافه والموزعة على المجتمع اليمني في ماليزيا والمجتمع الماليزي والمجتمع اليمني في داخل الوطن وخارجه، من خلال بلورة رؤى وطنية جامعة داعمة ومتمسكة برؤية إقامة اليمن الاتحادي كما نصت عليه مخرجات الحوار الوطني الشامل على كامل التراب الوطني للجمهورية اليمنية.
وشدد البيان على أن الملتقى الثقافي كحامل وعي وجسر تواصل ومنارة بحيث يقدم نفسه اليوم كمنصة مفتوحة لحشد الجهود والطاقات وإعمال الفكر والبحث خدمة للإنسان اليمني توثيقاً ورصداً وتحليلاً وعرضاً لما أشكل عليه أو استجد في مسيرته، منفتحاً وموضوعياً وغير متحيّز إلا لمشروعه الوطني الحضاري.
وخلال فعالية الإشهار دُشِّنت منصة حوارية من خلال ورقتين بحثيتين، حيث تحدث البروفيسور عبد الله الذيفاني في الورقة الأولى عن رؤية الملتقى الثقافي وآفاقه المستقبلية، مُردفاً أن الملتقى "كان استجابة موضوعية للواقع الذي يعيشه المجتمع اليمني بماليزيا وتنوّعه الذي يمكن له أن ينهض بدور فاعل في التعبير عن المواطنة وتعزيز العلاقات اليمنية الماليزية، والاستفادة من التجربة الماليزية وتشرّب أدواتها، ومحاولة توظيفها في سياق معالجة أوضاع الوطن واعتلالاته واستعادة دولته الوطنية ومؤسساتها المختلفة. وأضاف أن الملتقى يتأمل التفاعل المنشود في ظل وعي وطني عميق ومسؤول وتواصل إيجابي وفاعل ومواطنة متساوية.
وفي الورقة الثانية تحدث عبد الله سالم زين عن العلاقات اليمنية الماليزية وجذورها التاريخية، وتسلسل في سرد تلك العلاقات منذ عصر مملكة حمْيَر في القرون الميلادية الأولى مروراً بترسيخ تلك العلاقات بعد بزوغ فجر الإسلام وصولاً إلى العلاقات الحديثة التي بدأت في أواخر الثمانينيات.
وقد اختتمت الفعالية بمؤتمر صحفي للهيئة التأسيسية تم خلاله نقاش فكرة الملتقى وأهدافه ومسارات عمله.
وتخلل حفل الأشهار الذي قدمه كل من أحلام لطف وبلال الحاتمي، إلقاء قصيدة شعرية للشاعر د. عمرو ياسين عبرت عن ضرورة وجود مثل هكذا ملتقيات ثقافية توعوية تأخذ بيد اليمن وتوصله إلى بر الأمان.